والرابع : قوله تعالى : ( فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُود لَّمْ تَرَوْهَا ) (١) فيمن نزلت؟
قال : على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال له أبو جعفر عليهالسلام : فهل شاركه أبو بكر في السكينة؟
قال الحروري : نعم.
قال له أبو جعفر عليهالسلام : كذبت ; لأنه لو كان شريكاً فيها لقال تعالى : عليهما ، فلمَّا قال : ( عليه ) دلَّ على اختصاصها بالنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لما خصَّه بالتأييد بالملائكة ; لأن التأييد بالملائكة لا يكون لغير النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالإجماع ، ولو كان أبو بكر ممن يستحقُّ المشاركة هنا لأشركه الله فيها كما أشرك فيها المؤمنين يوم حنين ، حيث يقول : ( ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) ممن يستحقُّ المشاركة ; لأنه لم يصبر مع النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم غير تسعة نفر : علي عليهالسلام ، وستّة من بني هاشم ، وأبو دجانة الأنصاري ، وأيمن بن أم أيمن ، فبان بهذا أن أبا بكر لم يكن من المؤمنين ، ولو كان مؤمناً لأشركه مع النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في السكينة هنا ، كما أشرك فيها المؤمنين يوم حنين.
فقال الحروري : قوما (٣) فقد أخرجه من الإيمان.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : ما أنا قلته ، وإنّما قاله الله تعالى في محكم كتابه.
قالت الجماعة : خصمت يا حروري.
__________________
١ ـ سورة التوبة ، الآية : ٤٠.
٢ ـ سورة التوبة ، الآية : ٢٥ ـ ٢٦.
٣ ـ جاء في الهامش : لعلّ الصحيح : ( قوموا ) كما في نسخة ، والخطاب للحروري وجماعة الفقهاء الذين كانوا معه.