٢٠٢ ـ ولكنّ نصفا ، لو سببت ، وسبّني |
|
بنو عبد شمس من مناف وهاشم (١) |
فأعمل : سبني. [وقال الآخر] :
٢٠٣ ـ وكمتا مدمّاة ، كانّ متونها |
|
جرى فوقها ، واستشعرت لون ومذهب (٢) |
فنصب (لون) ب (استشعرت) ولم يرفعه ب (جرى) وفيه ضميره ، على شريطة التفسير.
كما أنه أعمل (سبني) ولم يعمل (سببت) ولو أعمله ، لكان : سببت وسبوني بني عبد شمس. فهذا شأن الأقرب إلى المعمول. فافهمه.
[قال أبو الفتح] : فإن تقدّم المستثنى ، لم يكن فيه إلا النصب. تقول : ما قام إلا زيدا أحد.
وما مررت إلا زيدا بأحد. [قال الكميت] :
٢٠٤ ـ ومالي ، إلا آل أحمد ، شيعة |
|
ومالي ، إلّا مشعب الحقّ ، مشعب (٣) |
[قلت] : إنما لم يجز فيه إلا النصب ، لأن البدل [٨٢ / أ] كان فيه جائزا ، لأنه كان قبله المبدل منه ، فلما تقدم لم يكن البدل جائزا ، لاستحالة تقدّم المبدل ، على المبدل منه. فقول الكميت :
٢٠٥ ـ مالي إلّا آل أحمد ، شيعة |
|
... |
التقدير : مالي شيعة إلا آل أحمد. فكان يجوز ، لو جاء كذا : الرفع ، والنصب. فلما تقدّم استحال الرفع ، وبقي النصب.
[قال الشاعر] :
٢٠٦ ـ وكان ألبا علينا القوم ، ليس لنا |
|
إلّا السّيوف ، وأطراف القنا وزر (٤) |
أي : ليس لنا وزر إلا السيوف. فلما تقدم ، بطل الرفع ، وبقي النصب. ومما جاء من ذلك في التنزيل ، قوله تعالى : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ)(٥). والتقدير : ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم. فقوله : (لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) :) مستثنى من أحد. واللام زيادة. فقدّم
__________________
(١) البيت من الطويل ، للفرزدق ، في : ديوانه ٢ : ٥٣٢ ، والكتاب ١ : ٧٧ ، والتحصيل ٩٤ ، والمقتضب ٤ : ٧٤ ، والإنصاف ١ : ٨٧.
(٢) البيت من الطويل ، لطفيل الغنوي ، في : ديوانه ٢٣ ، والكتاب ١ : ٧٧ ، والتحصيل ٩٥ ، والإنصاف ١ : ٨٨ ، وابن يعيش ١ : ٧٨.
وبلا نسبة في : المقتضب ٤ : ٧٥ ، والأشموني ٢ : ٣٢٤.
(٣) البيت من الطويل ، للكميت ، في : الهاشميات ٣٣ ، والإنصاف ١ : ٢٧٥ ، والخزانة ٤ : ٣١٣ ، ٣١٩ ، ٩ : ١٣٨.
وبلا نسبة في : المقتضب ٤ : ٣٩٨.
(٤) البيت من البسيط ، لكعب بن مالك ، في : ديوانه ٢٠٩ ، والكتاب ٢ : ٣٣٦ ، والتحصيل ٣٦٤ ، وابن يعيش ٢ : ٧٩.
وبلا نسبة في : المقتضب ٤ : ٣٩٧ ، والإنصاف ١ : ٢٦٧ ، وقد روى الجميع صدره :
الناس ألب علينا فيك ليس لنا |
|
... |
الألب : المجتمعون على عداوة إنسان. اللسان (ألب) ١ : ٢١٥.
(٥) ٣ : سورة آل عمران ٧٣.