أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن عليّ بن أيّوب العكبري فيما أجاز لنا قال أنبأنا عليّ بن أحمد بن أبي غسّان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريّا بن يحيى السّاجي. وأخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشي قراءة قال أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا محمّد بن الحسين الزّعفراني قال أخبرني زكريّا بن يحيى الساجي قال سمعت الجهمي أحمد بن محمّد بن حميد النّسابة يقول : محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار ، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السّائب يوم بدر كافرا وكان يشبّه بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البيّاع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي ، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه ، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم ، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بني عبد مناف عاتكة بنت مرّة السّلمية ، وأم شافع أم ولد (١).
سمعت القاضي أبا الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ يقول : شافع بن السّائب الذي ينسب الشّافعيّ إليه ، قد لقي النبي صلىاللهعليهوسلم وهو مترعرع ، وأسلم أبوه السائب يوم بدر ، فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر وفدا نفسه ثم أسلم ، فقيل له : لم لم تسلم قبل أن تفتدى؟ فقال : ما كنت أحرم المؤمنين طمعا لهم فيّ. قال القاضي وقال بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشّافعيّ أنه شقيق رسول الله صلىاللهعليهوسلم في نسبه ، وشريكه في حسبه ، لم تنل رسول الله صلىاللهعليهوسلم طهارة في مولده ، وفضيلة في آبائه ، إلا وهو قسيمه فيها ، إلى أن افترقا من عبد مناف ، فزوّج المطلب ابنه هاشما الشّفا بنت هاشم ابن عبد مناف ، فولدت له عبد يزيد جد الشّافعيّ ، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشّافعيّ الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف. والشافعي ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وابن عمته ، لأن المطلب عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وأما أمّ الشّافعيّ فهي أزديّة ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «الأزد جرثومة العرب (٢)».
__________________
(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٥٩ ، ٣٦٠.
(٢) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٠.