أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد بن إدريس البلخيّ قال سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أمّ الشّافعيّ به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقضّ بمصر ، ثم وقع في كل بلد منه شظيّة ، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخصّ علمه أهل مصر ، ثم يتفرق في سائر البلدان (١).
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو عليّ الحسن بن محمّد بن محمّد بن شيظم القاضي (٢) قدم للحج ـ قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال قال لي محمّد بن إدريس الشّافعيّ : ولدت بغزة سنة خمسين ـ يعني ومائة ـ وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين (٣).
قال وأخبرني غيره عن الشّافعيّ قال : لم يكن لي مال ، فكنت أطلب العلم في الحداثة ، أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها (٤).
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ قال نبأنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرّحمن ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن ، فخافت أمي عليّ الضّيعة ، وقالت : الحق بأهلك فتكون مثلهم ، فإني أخاف أن تغلب على نسبك ، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك ، فصرت إلى نسيب لي ، وجعلت أطلب العلم فيقول لي : لا تشتغل بهذا ، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق (٥).
أخبرنا عليّ بن أبي علىّ المعدّل قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قال سمعت عمرو بن سوّاد يقول : قال لي الشّافعيّ ولدت بعسقلان ، فلما أتى عليّ سنتان حملتني أمي إلى مكة ، وكانت نهمتي في شيئين ، في الرّمي وطلب العلم ، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة ، وسكت عن العلم. فقلت له : أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي (٦).
__________________
(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٠ ، ٣٦١.
(٢) في المطبوعة : (الفامي) محرف.
(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦١.
(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٠.
(٥) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦٢.
(٦) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٦١ ، ٣٦٢.