تقول الرواية : «فصاحت أم أحمد ، وشقّت جيبها ، وقالت له : مات أبوك»!
بايعت أم أحمد الامام الرضا (ع) بالامامة بعد فقد أبيه ، وكان ولدها أحمد موجودا.
ومن خلال دراستنا لسيرة أهل البيت (ع) ظهر لنا أنّ تاريخ هؤلاء القادة يختلف عمّا صوّرته النصوص التاريخيّة التي تسرّبت لمؤلفات التاريخ ، وحرّفتها.
كان السيد أحمد ، وأخوته في هذه المرحلة قادة يحكمون البقاع. وكان هو يتولّى ولاية شيراز ، وربّما لقب «الشاه» كان قد أطلقه عليه الأهالي نسبة لما كان يتمتع به من مزايا في الحكم والسلطة.
إلّا أنّ التاريخ الموهوم ، الذي أطلقنا عليه إسم «التاريخ البديل» ، كان قد حلّ على صفحات الكتب بعدما أزاح التاريخ الأصلي ، وأخفاه.
من هنا يلاحظ في تراجم سيرة هؤلاء القادة الدينيين والسياسيين أنّ الحديث إنصبّ على بيان الجانب الذي هو خارج النشاط ، أو الفعل التاريخي. وهذا ما دعاني أن أذكر نموذجا منه خلال ترجمة النصوص التاريخية لسيرة السيد أحمد (ع) ، والتي هي قاعدة مطّردة للكتابة عن جميع الشخصيّات الفاعلة في التاريخ ، وتحويلها إلى شخصيّات يكون تأريخها أقرب إلى الانطفاء منه إلى التوهّج (١).
__________________
(١) للسيد أحمد بن الامام الكاظم (ع) ترجمة في كتاب «الأنوار النعمانية» ، للسيد نعمة الله الجزائري ، ج ١ ، ص ٣٨٠ ، وفيه تحقيق عن قبره. كما ذكره الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب ، ج ٢ ، ص ٣١٥ ، والسيد جعفر بحر العلوم في تحفة العالم ، ص ٢٧ ، وكتب عنه ترجمة وافية. كما عيّن قبره ، ونقل قسما من أخباره السيد جواد شبّر في الضرائح والمزارات ـ المخطوط ، (رأيته في مكتبته بالنجف). وجميع هذه التراجم لا تخرج عن المنقولات المتعارفة نصوصها ، والتي أشرنا إليها.