شاهدت ذلك بنفسي عند حفر الأسس لدعائم القبة التي جرى بناؤها مؤخرا بالكونكريت المسلّح ، فرجوت المعمار عدم مسّ تلك القبور الثلاثة. ومن المرجح أنّ هذه القبور الثلاثة قبور السادة أبي أحمد الطاهر الحسين ، الشريف الرضي ، والشريف المرتضى علم الهدى.
قال صاحب «روضات الجنّات» : نقل جثمانه أولا من داره التي كانت واقعة في جانب الكرخ ببغداد ، ووضع في مسجد الأنباريين في الكرخ قبل نقله إلى كربلاء ، ونقل من هناك ، وأودع في الكاظمية ، فشاعت التسمية لهذا المحل بقبر الرضي ، ومنه نقل إلى كربلاء ودفن فيها. وبقيت العمارة التي في الكاظمية باسمه.
قال المؤرخ المحقّق الشيخ محمد حرز الدين : القول في حديث نقل جثمان الشريف الرضي إلى الحائر الحسيني يعدّه أهل (الكرخ) من الخرافات قديما وحديثا ، وأنّه أقبر بداره في سوق الصفارين ، ولم ينقل بعد.
يقول جودت القزويني : وهذا الرأي هو ما نذهب إليه في تعيين مرقدي الشريفين ، وإنهما من المستبعد أن يكونا نقلا إلى الحائر الحسيني. والمقامان الحاليان الموجودان بالكاظمية هما محلا قبريهما.
ويلاحظ أنّ جميع النصوص التي أوردت خبر نقل جسدي الشريفين إلى كربلاء لم تكن معاصرة لذلك العصر ، ولا قريبة منه ، بل هي نتاج القرنين المتأخرين. أمّا ما نسب للعمدة وغيره ، فهو مشكوك في نسبته إلى مؤلفيه.