وأبي لا يزوره إلا الخواص من الشيعة.
وقد أشكل على هذه الرواية من أنّه قد يزوره عوام الشيعة ، ويحرم منها خواص العلماء.
والأولى في الجواب أنّ الرضا (ع) لا يزوره إلّا إماميّ معتقد بإمامة الإثني عشر ، فإنّ من أقرّ بامامته أقرّ بإمامة غيره ، بخلاف من أقرّ بامامة من قبله من الأئمة ، فإنه قد لا يكون إماميا من سائر فرق الشيعة كالواقفيّة (١) ، والفطحية (٢) ، والناووسيّة (٣) ، والجارودية (٤) ، والزيدية (٥) ، والكيسانية (٦) ، وكلّهم يزورون الحسين (ع) ، ولا يزورون الرّضا (ع) وهو الضامن من للجنّة ، ومن خاصّته الالتجاء إليه في الأسفار في البراري والقفار والغياض والبحار. وحاله معلومة لدى الزوار ، وهو وأخوه القاسم ، وأخته فاطمة معصومة قم ، من أمّ واحدة.
__________________
(١) الواقفية من توقف على الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) ، وقال إنّه لم يمت ، وسيخرج بعد الغيبة ، (الملل والنحل ، ج ١ ، ص ١٥٠).
(٢) الفطحية : قيل إنّها فرقة قالت بانتقال الامامة من الامام الصادق (ع) إلى ولده عبد الله الافطح. وسببه أنّ عبد الله كان أفطح الرأس ، أو الرجلين. وقيل نسبة إلى عبد الله بن فطيح.
(الملل والنحل ، ج ١ ، ص ١٤٨ ؛ فرق الشيعة ، ص ٧٧).
(٣) الناووسية : جماعة وقفوا على الامام الصادق (ع). (النوبختي ، فرق الشيعة ، ص ٦٧).
(٤) الجارودية : جماعة قالوا إنّ النبي (ص) نصّ على الامام علي (ع) بالوصف لا بالتسمية ، فكان هو الامام من بعده. وهي فرقة من الزيدية.
(٥) الزيدية : نسبة إلى الامام زيد بن علي بن الحسين (عليهمالسلام).
(٦) الكيسانية : قيل إنّها نسبة إلى محمد بن الحنفيّة ابن الامام علي (ع) كما قيل إنّ المختار بن يوسف الثقفي منسوب إليها أيضا.
وفي دراستنا لتاريخ هذه المرحلة ظهر أنّ جميع هذه الفرق لم تكن لها جذور ترقى إلى المرحلة الأولى من تاريخ الاسلام ، بل هي من المبتدعات التي تفشّت في كتب الأقدمين في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ، ومابعده.