وقرية ذي الكفل بلدة قائمة على ضفة الفرات اليسرى ، تبعد ثلاثين كيلومترا إلى الجنوب الغربي من مدينة الحلّة ، وفيها مدفن نبي الله حزقيال المسمّى بذي الكفل ، وتعرف القرية قديما باسم (بئر ملاحة) (١).
وفي القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي زار المرقد بنيامين التطيلي ، ووصفه بقوله : «هناك في صدر الكنيس ستون برجا ، والغرفة التي تقع بين كلّ برج وآخر أتخذت كنيسا». ويستقرّ في فناء أوسع واحد منها ـ الناووس ، وهو مدفن حزقيال بن موسى الكوهيني.
هذا الأثر مسقّف بقبّة عظيمة ، وبناؤه رائق في الجمال ، يعزى تشييده لبعض ملوك اليهود. ويقع بين نهر الخابور ، ونهر آخر. وعلى الجدار وضع اسم الملك اليهودي وبعض أسماء مرافقيه ، كما وضع إسم حزقيال في آخر الجدار.
وقد إهتمّ السلطان الايلخاني أولجايتو خان ، محمّد خدابندة (٧٠٣ ـ ٧١٦ ه / ١٣٠٣ ـ ١٣١٦ م) بعمارة المشهد فأمر ببناء مسجد ومنارة ، ومنبر.
قال حرز الدين : مرقد ذو الكفل في «برملاحة» بقرية القسونات ، المعروفة اليوم بقرية الكفل ، التابعة إلى الحلّة بالعراق ، ويقع منتصف الطريق بين الكوفة والحلّة على الضفة الشرقية للفرات جنب مسجد النخيلة. وله حرم وأروقة سميكة البناء مرتفعة الدعائم ، قديمة الانشاء ، تظلّل قبره قبّة قديمة مخروطيّة الشكل.
وفي شرقي المسجد منارة قديمة فخمة البناء كانت قائمة سنة ١٣١٠ ه / ١٨٩٢ م نقشت عليها كتابة كوفية بخط عريض من الحجارة مستديرة على طول المنارة. الموجود منها في الجانب الشرقي الشمالي «أحمد ، محمد ، علي ، حسن ، حسين» ، وعليها كتابة أخرى مستديرة في رأس ثلثي المنارة
__________________
(١) اليعقوبي ، البابليات ، ج ٤ ، ص ٦١.