قال أبو بكر : وتوفى أبو عبد الله الطوسي في صفر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، وسنة ثلاث وثمانون سنة.
قدم بغداد وحدّث بها عن الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزعفراني ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعلى بن حرب الطّائيّ ، ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي وعبّاس بن عبد الله الترقفى ، ويحيى بن أبي طالب ، وهلال بن العلاء الرقى ، وجعفر بن محمّد بن حرب العبادانيّ ، وغيرهم. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، والحسين بن عمر بن برهان الغزال ، وأبو على بن شاذان.
ورأيت أصحابنا يغمزونه بلا حجة ، فإن أحاديثه كلها مستقيمة ، خلا حديث واحد خلط في إسناده وهو ما :
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ من أصل كتابه ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان العبادانيّ ـ في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ـ قال حدّثني على بن حرب بن محمّد بن على بن حبّان بن مازن العضوبة الطّائيّ بسر من رأى يوم الثلاثاء لثمان خلون من جمادى الأولى سنة أربع وستين ومائتين ـ قال حدّثني حفص بن غياث عن حكيم بن عمرو بن حكيم الملائى عن أبيه عن عطاء عن ابن عبّاس. قال سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن في الجنة غرفا إذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما في خارجها ، وإذا خرج منها لم يخف عليها ما فيها». قال قلت : لمن يا رسول الله؟ قال : «لمن أطاب الكلام ، وأدام الصيام ، وأطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى والناس نيام» قال قلت : يا رسول الله فما طيب الكلام؟ قال «سبحان الله. والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولله الحمد. إنها تأتى يوم القيامة ولها مقدمات ومعقبات ومحامد». قال قلت : يا رسول الله وما إدامة الصيام؟ قال : «من أدرك رمضان فصامه ، ثم أدرك رمضان فصامه». قال قلت : يا رسول فما إطعام الطعام؟ قال «كل من قات عياله وأطعمهم». قال قلت يا رسول فما إفشاء السلام؟ قال : «مصافحة أخيك إذا لقيته وتحيته» قال قلت : يا رسول الله فما الصلاة والناس نيام؟ قال : «صلاة عشاء الآخرة ، واليهود والنصارى نيام» (٢). هكذا رواه العبادانيّ عن على بن حرب ، وأخطأ فيه.
__________________
(١) ٢١٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦١ في المطبوعة. انظر : ميزان الاعتدال ١ / ١٠١ ، ١٠٢.
(٢) انظر الحديث في : الكامل ٢ / ٧٥٩ ، ٤ / ١٦١٤. وميزان الاعتدال ٢١٣٤. واللسان ٢ / ١٣٢٨. وتذكرة الموضوعات ٢٧٩.