يستعان بهم في الدواوين وأعمال السلطان ، ونهى أن يتعلّم أولادهم في مكاتيب المسلمين ، ولا يعلّمهم مسلم ، ونهى أن يظهروا صليبا ، وأن يشمعلوا في الطريق ، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض لئلّا تشبه قبور المسلمين ، ونهى أن يركبوا الفرس أو البرذون ، إنّما يركبون البغال والحمير ، وكتب بذلك إلى عمّاله في الآفاق.
عقد البيعة لبنيه الثلاثة
قال الطبري : وفي هذه السنة عقد المتوكّل البيعة لبنيه الثلاثة : لمحمّد وسماّه المنتصر ، وللزبير وسماّه المعتزّ ، ولإبراهيم وسماّه المؤيّد.
وكان ما ضمّ إلى ابنه المنتصر أفريقيّة والمغرب كلّه من عريش مصر إلى حيث بلغ سلطانه من المغرب ، وجند قنسرين والعواصم والثغور والشاميّة والجزيرة وديار مضر وديار ربيعة والموصل وهيت وعانات والخابور والقرقيسا وتكريت وطساسيج السواد وكور دجلة والحرمين واليمن وعكّ وحضر موت واليمامة والبحرين والسند وكور الأهواز والمستقلّات بسامرّاء وماء الكوفة وماء البصرة وصدقات العرب بالبصرة وأصبهان وقم وقاشان وقزوين وأمور الجبل وضياع المنسوبة إلى الجبال.
وكان ما ضمّ إلى ابنه المعتزّ كور خراسان وما يضاف إليها وطبرستان والري وأرمنيّة وآذربيجان وكور فارس.
وضمّ إلى ابنه المؤيّد جند دمشق وجند حمص وجند الأردن وجند فلسطين ، وكتب إليهم كتابا بأنّ الخلافة من بعده لمحمّد المنتصر ، ثمّ المؤيّد ، وشرط لهم شروطا ذكرها الطبري ، وكتب هذا الكتاب في أربع نسخ : نسخة منها في الخزانة ، والثاني عند المنتصر ، والثالث عند المعتزّ ، والرابع عند المؤيّد.