فما سرى الملوك من سامرّا |
|
إلّا وذاك المشمخرّ خرّا |
وأصبحت بيوتهم خرابا |
|
يناعق البوم بها الغرابا |
فصعد الطرف بها وصوب |
|
وانظر بعينيك على تلك الترب |
فهل ترى من أحد ذي عزّ |
|
أم هل تحسّ لهم من ركز |
فهل ترى للقوم فيها أقبرا |
|
تعرف عينا أو تمايز أثرا |
وإنّ دار العزّ من بني الرضا |
|
أمست ونور الله فيها قد أضا |
تزداد بالرفعة كلّ يوم |
|
وتنتحيها القوم بعد القوم |
بيتهم من بعدهم لا يدخل |
|
إلّا بإذن منهم يحصل |
كلام الحموي في انحلال سامرّاء
قال في معجم البلدان عند ذكره سرّ من رأى : ولم تزل كلّ يوم سرّ من رأى في صلاح وزيادة منذ أيّام المعتصم والواثق والمتوكّل إلى آخر أيّام المنتصر بن المتوكّل. فلمّا ولّى المستعين وقويت شوكة الأتراك واستبدّوا بالملك والعزل وانفسدت دولة بني العبّاس لم تزل سرّ من رأى في تناقص للاختلال الواقع في الدولة بسبب العصبيّة التي كانت بين أمراء الأتراك إلى أن كان آخر من انتقل إلى بغداد من الخلفاء وأقام بها وترك سرّ من رأى بالكلّيّه المعتضد بالله فخربت حتّى لم يبق منها إلّا موضع المشهد الذي تزعم الشيعة أنّ به سرداب القائم المهدي ومحلّة أخرى بعيدة منها يقال لها كرخ سامرّاء ، وسائر ذلك خراب يستوحش الناظر إليها بعد أن لم يكن في الأرض كلّها أحسن منها ولا أجمل ولا أعظم ولا آنس ولا أوسع ملكا منها ؛ فسبحان من لا يزول ولا يحول.
قال : وذكر الحسن بن أحمد المهلّبي في كتابه المسمّى بالعزيزي قال : وأنا اجتزت