بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
بقلم العلّامة المحقق
السيّد أحمد الحسيني
البحث في جغرافيا البلدان جزء من تاريخ الانسانيّة الكبير ، والتحقيق في حوادث المدن والأمكنة والبقاع قسط من مكوّنات الأمم الماضية والعصور المتوالية ، وتاريخ البلاد المنتشرة في المعمورة صورة من صور الثقافة العامة ، وهي بمجموعها عبر للمجموعات البشريّة التي تعيش في مقاطع من الزمن يلي بعضها تلو البعض.
يحتاج البحث عن الآثار التاريخيّة إلى صبر وأناة ، وتوطين النفس لتحمل مشاق الفحص والتحقيق فيما تبقى من الخرائب والديارات المهجورة وما عثر عليه من الحفريات في الأنقاض ونتف مما جاء في اللوحات الحجرية والنحاسية وغيرها من المدونات القديمة والكتب والأسفار التاريخية التي سلمت من عاديات الزمن. ولكن الجهد الذي يبذل بهذا الصدد مفيد للأجيال المتعاقبة ، فإنّهم يعرفون ـ بالاطلاع عليها ـ ما كان للمتقدمين عليهم من الأمم والشعوب من نقاط القوة أو الضعف وأسباب السيادة أو الإنهيار ، وما كان لهم من الثقافات والعلوم والصنائع والمبتكرات التي سببت تقدمهم على الشعوب الأخرى ، أو ما ابتلوا به من الخور