ودخلها يوم التاسع عشر منه سنة ١٣٥٦ وبقي فيها شهرا كاملا ، وكان يوم دخوله يوما مشهودا ، فجرى في مجلسه العام قضيّة سور سامرّاء ، فقال دام علاه : لا شبهة في وقفيّة سور سامرّاء ولا يعتبر فيه صيغة الوقف أن تكون عربيّة ، والظاهر كفاية المعاطاة في مثل المساجد والمقابر والطرق والشوارع والقناطر والربط المعدّة لنزول المسافرين والأشجار المغروسة لانتفاع المارّة بظلّها ، وسور سامرّاء من هذا القبيل حيث عيّن بانيه قطعة من الأرض وخلّى بينها وبين المسلمين ، وعلى طبق كلامه هذا أفتى في باب الوقف من رسالته الكبيرة «وسيلة النجاة» (١).
نبذة من حياة السيّد إبراهيم المذكور
وبمناسبة ذكر السيّد إبراهيم الساعي في بناء السور المذكور نورد لك نبذة من حياته الشريفة.
قال العلّامة السيّد محمّد باقر الخوانساري في روضات الجنّات في ترجمته السيّد الجليل الفاضل الفاخر إبراهيم ابن المرحوم السيّد محمّد باقر الموسوي القزويني المجاور بالحائر الطاهر : هو من أجلّة علماء عصرنا ، وأعزّة فضلاء زماننا ، لم أر مثله في الفضل والتقرير ، وجودة التحبير ، ومكارم الأخلاق ، ومحامد السياق ، والإحاطة بمسائل الأصول ، والمتانة فيما يكتب أو يقول ، انتقل مع أبيه المبرور من محالّ دار السلطنة قزوين الى محروسة قرمسين ، وقرأ مبادئ العلوم على من كان فيها من المدرّسين ، وكان بها إلى أن حرّكته الغيرة العلويّة وحدّة الهمّة الهاشميّة على العروج إلى معالم العلم والدين ، والخروج عن مدارج أوهام المبتدين ، والولوج في مناهج أعلام المجتهدين ، فودّع من هنالك أباه ، وشفّع رضا الله تعالى برضاه ، هاجر ثانية الهجرتين ، وسافر إلى تربة مولانا الحسين عليهالسلام وأخذ في التلمّذ على أفاضل
__________________
(١) ثمّ إنّ الحكومة لأجل توسيع البلد هدمه تدريجا.