المشهدين ، والأخذ من الأماجد المجتهدين ، فمن أكثر عليه الاشتغال بالحائر المقدّس في مراتب الأصول رئيس الأصوليّين النبلاء الفحول ، بل الجامع بين المعقول والمنقول مولانا شريف الدين محمّد بن المولى حسنعلي الآملي المازندراني الأصل الحائري المسكن والمدفن في حدود سنة ١٢٤٦ ، وهذا الشيخ هو الذي ملأ الأصقاع آثار تأسيسه ، وقرع الأسماع أصوات تدريسه ، فبلغ أمر سيّدنا المشار إليه من التلمّذ البالغ الكثير على هذا الأستاذ المعظّم إلى حيث كان يدرّس في حياته ، وتهوي إليه أفئدة الطلّاب قبل وفاته ، وأخذ الفقه كما شاء وأراد من فقهاء النجف الأشرف وخصوصا عن شيخه الأفقه الأفخر الشيخ موسى بن جعفر الكبير فقد تلمّذ عليه كثير ، وهو الآن فالحمد لله واحد زمانه في شريف مكانه ، وأنهي إليه الرياسة التدريس على حسب شأنه ، بحيث يشدّ إلى سدّة العليّة رواحل الآمال من كلّ بلد سحيق ، وتلوي إلى عتبته المنيعة أعناق الأماني من كلّ فجّ عميق. لا زال رياض الفضل بنضارة علمه ممرعة ، وحياض الشرع من غزارة فضله مترعة ، ما طلع طالع الإقبال ، وخطر خاطر بالبال.
ثمّ إنّ له من التصنيفات الرائقة والتأليفات الفائقة كتاب «ضوابط الأصول» على أكمل تفصيل ، وكتاب «دلائل الأحكام» في أجود تدليل. وكتاب «نتائج الأفكار» في الأصول مبتنيا على مائة وخمسين فصلا من الفصول كتبه في أيّام هجرته إلى زيارة سيّدينا العسكريّين عليهماالسلام من ظهر القلب وبدون المراجعة إلى شيء من أساطين الفنّ. وقد كنت كتبت على ظهر نسخته دام ظلّه أبياتا قد ألهمني الله إيّاها في وصف الكتاب لأنّي انتسخت بخطّي من نسخة الأصل ، ومن جملتها :
هذا جمال دفاتر الأخبار |
|
هذا ثمال أفاضل الأدوار |
هذا سلافة عصرهم من أسرهم |
|
فيه الكفاية عن عنا الأسفار |
لا يعتري ظفر الخصومة متنه |
|
إلّا بردّ الخصم ردّ خسار |