والأشناسيّة والخجنديّة وغيرهم من سائر كور خراسان ، وهذه الشوارع التي من الحير كلّما اجتمعت إلى إقطاعات القوم هدم الحائط ، وبني خلفه حائط غيره ، وخلف الحائط الوحش من الظباء والحمير والأيايل والأرانب والنعام ، وعليها حائط يدور في صحراء حسنة واسعة.
الشارع السابع
ويعرف بشارع الخليج وهو الذي كان على دجلة وهناك السفن والتجارات التي ترد من بغداد وواسط وكسكر وسائر السواد من البصرة والأبلة والأهواز وما اتصل بذلك ومن الموصل والجزيرة وديار ربيعة وغيرها. وفي هذا الشارع قطايع المغاربة كلّهم أو أكثرهم ، والموضع المعروف بالأزلاخ الذي عمّر بالرجالة المغاربة في أوّل ما اختطّت سرّ من رأى ، واتسع الناس في البناء بسرّ من رأى أكثر من اتساعهم ببغداد ، وبنوا المنازل الواسعة إلّا أنّ شربهم جميعا من دجلة ممّا يحمل في الروايا على البغال وعلى الإبل ؛ لأنّ آبارهم بعيدة الرشا ثم هي مالحة غير سائغة ، لها اتساع في الماء ولكن دجلة قريبة والروايا كثيرة.
وبلغت غلّات ومستغلّات سرّ من رأى وأسواقها عشرة آلاف ألف درهم في السنة ، وقرب مجمل ما يؤتى به من الميرة وللوصل وعربات وسائر ديار ربيعة في السفن في دجلة فصلحت أسعارهم.
إنشاء المعتصم العمارات والبساتين في الجانب الغربي من دجلة
قال اليعقوبي في البلدان (١) : لمّا فرغ المعتصم من الخطط ووضع الأساس للبناء في
__________________
(١) البلدان : ٣٠.