تاريخ المتوكّل وآثاره
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء : المتوكّل على الله أبو الفضل جعفر بن المعتصم بن هارون الرشيد. أمّه أمّ ولد اسمها شجاع. ولد سنة خمس وقيل سبع ومأتين ، وبويع له في ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين ومأتين بعد الواثق ، فأظهر الميل إلى السنّة ونصر أهلها ثمّ قتله ابنه المنتصر في خامس شوّال سنة سبع وأربعين ومأتين في مجلس لهوه ، كانت خلافته أربع عشر سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيّام ، وكان عمره نحو أربعين سنة.
أقول : ولقد ذكرنا ما جرى بين المتوكّل ومولانا عليّ الهادي عليهالسلام في الجزء الثالث من هذا الكتاب بصورة تفصيليّة والكتاب مطبوع منتشر بحمد الله والمنّة.
وكان المتوكّل عاشر خلفاء العبّاسيّين.
روى ابن شهر آشوب في مناقبه عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «عاشرهم أكفرهم» يعني بذلك المتوكّل لكثرة بغضه وعداوته على أمير المؤمنين عليهالسلام.
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء : وفي سنة ست وثلاثين أمر بهدم قبر الحسين وهدم ما حوله من الدور ، وأن يعمل مزارع ، ومنع الناس من زيارته ، وخرّب القبر فبقي صحراء. وكان المتوكّل معروفا بالتعصّب ، فتألّم المسلمون من ذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء ، فممّا قيل في ذلك :
بالله إن كانت بنو أميّة قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيّها مظلوما |