فلقد أتاه بنو أبيه بمثله |
|
هذا لعمري قبره مهدوما |
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا |
|
في قتله فتتّبعوه رميما |
وذكر الجزري في الكامل ما هذا لفظه : وفي هذه السنة ـ يعني سنة ٢٣٦ ـ أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن عليّ عليهماالسلام وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يبذر ، ويسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فنادى بالناس في تلك الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة أيّام حبسناه في المطبق ، فهرب الناس وتركوا زيارته وخرب وزرع.
وكان المتوكّل شديد البغض لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه عنه أنّه يتولّى عليّا وأهل بيته يأخذ المال والدم ، وكان من جملة ندمائه عبادة المخنّث ، وكان يشدّ على بطنه تحت ثيابه مخدّة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بين يدي المتوكّل والمغنّون يغنّون : قد أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين ، يحكي بذلك عليّا عليهالسلام ، والمتوكّل يشرب ويضحك ، ففعل ذلك يوما والمنتصر حاضر ، فأومأ إلى عبّادة يتهدّده فسكت خوفا منه ، فقال المتوكّل : ما حالك؟ فقام وأخبره. فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين ، إنّ الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمّك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك ، فكل أنت لحمه إذا شئت ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه. فقال المتوكّل للمغنّين : غنّوا جميعا :
غار الفتى لابن عمّه |
|
رأس الفتى في حرّ أمّه |
وكان هذا من الأسباب التي استحلّ بها المنتصر قتل المتوكّل.
وقيل : إنّ المتوكّل كان يبغض ممن تقدّمه من الخلفاء المأمون والمعتصم والواثق في محبّتهم عليّ وأهل بيته وإنّما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعليّ عليهالسلام منهم عليّ بن الجهم الشاعر من بني سامة بن لؤي ، وعمرو بن فرج ، وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أميّة ، وعبد الله بن