نبذة من أخبار أحمد بن بويه
كان معزّ الدولة أصغر الإخوة الثلاثة : عليّ بن بويه ، وحسن بن بويه. ويقال له الأقطع لأنّه كان مقطوع اليد اليسرى وبعض أصابع اليمنى ، والسبب في ذلك أنّه كان بدء أمره وحداثة سنّه تبعا لأخويه عماد الدولة وركن الدولة فاتفق أنّه في طريق مستوعرة صادف طائفة من الأكراد ـ في قصّة طويلة ـ فوقعت بمعزّ الدولة ضربات كثيرة وطاحت يده اليسرى وبعض أصابع يده اليمنى ، وأثخن بالضرب في رأسه وساير جسده ، وسقط بين القتلى ثمّ سلم بعد ذلك ، وكان وصوله بغداد من طريق الأهواز فدخلها متملّكا يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة في خلافة المستكفي وملكها بلا كلفة.
وفي أيّام معزّ الدولة قويت دولة آل بويه وضربت ألقابهم وكناهم على الدنانير ، وهو أوّل من أحدث أمر السماة وجعل لهم العطاى الجزيلة ، وكان متعصّبا في التشيّع كما ذكره ابن خلّكان في الوفيات.
قال الجزري في الكامل في حوادث سنة ٣٥١ وفي هذه السنة في ربيع الآخر كتب عامّة الشيعة ببغداد بأمر معزّ الدولة أحمد بن بويه على المساجد ما هذه صورته : «لعن الله معاوية بن أبي سفيان ، ولعن من غصب حقّ فاطمة عليهاالسلام فدكا ، ومن منع من أن يدفن الحسن عند قبر جدّه صلىاللهعليهوآله ، ومن نفى أباذر الغفاري ، ومن أخرج العبّاس من الشورى» فلمّا كان الليل حكّه بعض الناس فأراد معزّ الدولة إعادته فأشار عليه الوزير أبو محمّد المهلّبي بأن يكتب مكان ما محاه «لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلىاللهعليهوآله» ولا يذكر أحدا في اللعن إلّا معاوية ففعل ذلك. وكان معزّ الدولة حليما كريما عاقلا عهد إلى ابنه عزّ الدولة بختيار ، وأظهر التوبة ووصّى ابنه بطاعة عمّه ركن الدولة وابن عمّه عضد الدولة لأنّه أكبر منه سنّا ، وأقوم بالسياسة.