وقال أبو الفداء في تاريخه في حوادث سنة ٣٥٢ أنّ معزّ الدولة أمر في عاشر المحرّم أهل بغداد أن يغلقوا دكاكينهم وأن يظهروا النياحة على الحسين بن عليّ عليهالسلام ففعل الناس ذلك ولم يقدر السنّة على منع ذلك لكثرة الشيعة والسلطان معهم ، وأمر أيضا في ثامن عشر ذي الحجّة بإظهار الزينة في البلد والفرح كما يفعل في الأعياد فرحا بعيد غدير خم وضربت الدباب والبوقات.
وقال السيّد الشهيد القاضي في مجالسه : إنّ معزّ الدولة سخّر كرمان وخوزستان في ملك أخيه ركن الدولة ولقّب أمير الأمراء فدخل بغداد وعزل المكتفي بالله عن الخلافة وخلعه ونصب مكانه المطيع بالله ، فلمّا استقرّ ملكه جعل يروّج مذهب الإماميّة وكتب على أبواب المساجد ما ذكرناه ، وكان المطيع مطيعا له ولم يكن له من الخلافة إلّا الاسم فبقي في بغداد إحدى وعشرين سنة ملقّبا بأمير الأمراء بل خليفة الخلفاء وأخذ في عمارة بغداد وسعى في عمارة ما غلب عليه الخراب.
وقال المحدّث القمّي في الكنى والألقاب في ترجمة عضد الدولة : إنّ معزّ الدولة كان حليما كريما عاقلا ، وكان متصلّبا في التشيّع ، روّج مذهب الشيعة في العراق حتّى أنّه ألزم أهل بغداد بالنوح والبكاء وإقامة المأتم على الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء في السكك والأسواق ، وبالتهنية والسرور يوم الغدير وإظهار الزينة والفرح وضرب الدبّات والبوقات وكان يوما مشهودا.
وعن تاريخ ابن كثير إنّه قال : في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة أمر معزّ الدولة أحمد ابن بويه في بغداد في العشر الأوّل من المحرّم بإغلاق جميع أسواق بغداد وأن يلبس الناس السواد ويقيموا مراسم العزاء ، وحيث لم تكن هذه العادة مرسومة في البلاد لهذا رآه علماء أهل السنّة بدعة كبيرة ، وحيث لم يكن لهم يد على معزّ الدولة ولم يقدروا إلّا على التسليم ، وبعد هذا في كلّ سنة إلى انقراض دولة الديالمة الشيعية