نبذة من أخبار السلاطين الصفويّة
ألّف الباحثون مؤلّفات ممتعة في سيرهم وأخبارهم وآثارهم الخالدة ، منها «تاريخ عالم آراء عبّاسي» كتاب كبير فارسي مطبوع ، وكذا «صفوة الصفا» و «حبيب السير» وغيرها. كانت مدّة ملكهم مأتين وأربعا وأربعين سنة ، وهم تسعة ملوك ، ينتهي نسبهم إلى صفي الدين قطب الأقطاب برهان الأصفياء الكاملين أبي الفتح إسحاق ابن اسيّد أمين الدين جبرئيل الأردبيلي ، ينتهي نسبه إلى حمزة ابن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام ، توفّي سنة ٩٣٥ في أردبيلى ، وقد أطنب الكلام في محامد صفي الدين القاضي في مجالس المؤمنين ، ودفن عنده جماعة كثيرة من أولاده وأحفاده كالشيخ صدر الدين والشيخ جنيد والسلطان حيدر وابنه الشاه إسماعيل والشاه محمّد خدابنده والشاه عبّاس الأوّل وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.
والسلاطين الصفويّة كلّهم اهتمّوا بنشر أعلام الدين وترويج الفرقة المحقّة ، وبلغ سير العلم حدّا بعيدا في عصرهم ، ولم يزل المجلسيّان وسائر أقطاب العلم في سائر البلدان ولا سيّما أصبهان يروّجون المذهب حتّى صارت أصبهان مركزا علميّا وجامعة دينيّة وراج بها سوق العلم وبنيت فيها المدارس ، حتّى أنّك لا تمرّ بمدرسة من مدارسها ولا محفل من محافلها إلّا وتسمع أصوات المذاكرة بالمسائل العلميّة على أنواعها.
أوّلهم : الشاه إسماعيل الأوّل بن السلطان حيدر بن السلطان شيخ جنيد المقتول ابن السلطان الشيخ إبراهيم ابن الخواجة علي المشهور بسياپوش المتوفّى سنة ٨٣٣ في بيت المقدّس ابن الشيخ صدر الدين موسى ابن الشيخ صفي الدين ، كان مبدأ سلطنتة سنة ٩٠٦ ، ملك أربعا وعشرين سنة ، وتوفّي سنة ٩٣٠.
ثانيهم : ابنه الشاه طهماسب ، قام بأمر السلطنة في سنة ٩٣٠ التاسع عشر من