ثمّ إنّ سامرّاء الحاليّة تواردت عليها بعد تمصيرها أدوار مختلفة وحالات متبائنة من كثرة السكّان وقلّتهم وحركة الهجرة إليها ووقوفها ، ففي بعض أدوارها انحطّت ووقفت حركة السير إليها ، والمجاورة بها ، حتّى أنّ في بعض الأحيان عطّلت البلدة وذهبت نضارتها وكادت تكون نسيا منسيّا كما في أخريات الحرب العامّة الأولى ، واليوم وهو سنة ألف وثلاثمائة وأربع وخمسين أصبحت سامرّاء كالقرية لا يتجاوز أهلها عن ستّة آلاف نسمة ، وليس فيها من العمارات والأبنية الجليلة ما يستحقّ الذكر سوى الروضة البهيّة للعسكريّين عليهماالسلام الآتي ذكرها بصورة تفصيليّة.
وسوى الجسر الموجود حال التاريخ وكان قبل ذلك يعبرون بتوسط الزوارق إلى أن دخل سامرّاء الإمام المجدّد آية الله الحاج ميرزا محمّد حسن الشيرازي عطّر الله مرقده فلمّا استقرّ به الدار عقد جسرا على شطّ سامرّاء وأنفق عليه ألف ليرة عثمانيّة فاستراح الناس عند فيضان الماء إلّا أنّ هذا العمل يزاحم بعض منافع أصحاب الزوارق فكسروه وقالوا : ذهب به الماء فعاد الأمر كما كان إلى أنّ الحكومة العراقيّة عقدت جسرا ثابتا على شطّ المسيّب فنقلوا جسر العتيق إلى سرّ من رأى وكان الأمر كذلك.
تاريخ الجسر الموجود
إلى أن انتضى سيف عزم الحكومة العراقيّة بإنشاء جسر ثابت على شطّ سامرّاء في سنة ١٩٥٢ ميلادي في عصر نوري سعيد رئيس الوزراء فأعلنت المناقصة على الشركات الدوليّة وأخيرا فازت بها شركت أف كم باني زبلن الألماني بكلفت إحدى عشر مليون دينار وتمّ العمل خلال خمس سنوات على أحسن صورة وأحكم بنيان والاستفادة الذي يستفيد منه العراق هي تخزين المياه الزائدة في وادي