محمّد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجة ، وكانوا يخوّفونه من العلويّين ويشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم والإسائة إليهم ، ثمّ حسّنوا الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس علوّ منزلتهم في الدين ، ولم يبرحوا حتّى ظهر منه ما كان.
أقول : إنّ أمر المتوكّل بهدم قبر مولانا أبي عبد الله عليهالسلام ممّا اتفق عليه المؤرّخون مثل الطبري ، ذكره في حوادث سنة ٢٣٦ ، وابن الأثير وأبو الفداء والقرماني وصاحب روضة الصفا وجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء وغيرهم.
تفسير طيالسة النصارى بأمر المتوكّل
ذكر الطبري في حوادث سنة ٢٣٥ من تاريخه ما حاصله : إنّ المتوكّل أمر النصارى وأهل الذمّة كلّهم بلبس الطيالسة العسليّة والزنانير وركوب السروج الخشبيّة وبتيصير كرتين (١) على مؤخّر السروج ، وبتيصير الزرود على قلانس من لبس منهم قلنسوة مخالفة لون قلنسوة التي يلبسها المسلمون ، وبتيصير رقعتين على ما ظهر من لباس مماليكهم مخالف لونهما لون الثوب الظاهر الذي عليه ، وأن تكون إحدى الرقعتين بين يديه عند صدره والأخرى منهما خلف ظهره ، وتكون واحدة من الرقعتين قدر أربع أصابع ولونهما عسليّان ، ومن لبس منهم عمامة فكذلك يكون لونها لون العسلي. ومن خرجت من نسائهم فلا تبرز إلّا في إزار عسليّ ، وأمر بأخذ مماليكهم بلبس الزنانير وبمنعهم لبس المناطق ، وأمر بهدم بيعهم المحدثة ، ويأخذ العشر من منازلهم ، وأمر أن يجعل على أبواب دورهم صور الشياطين من خشب مسمورة فرقا بين منازلهم ومنازل المسلمين ، ونهى أن
__________________
(١) دو پارچه سفيد. (برهان قاطع)