بسم الله الرّحمن الرّحيم
[مقدّمة المؤلّف]
الحمد لمن له الملك والملكوت وله الكبرياء والجبروت ، وصلّى الله على رسوله الذي روحه نسخة الأحديّة في اللاهوت ، وجسده صورة معاني الملك والملكوت ، وقلبه خزائن توحيد الحيّ الذي لا يموت ، طاوس الكبرياء وحمام الجبروت ، ما حي الكفر والشقاق والجبت والطاغوت ، وناشر راية العدل والتقى في عالم الناسوت ، وعلى أهل بيته الطاهرين المنعوتين بكلّ نعوت.
أمّا بعد ؛ فيقول العبد الراجي رحمة ربّه في الحاضر والآتي ، ذبيح الله بن محمّد علي المحلّاتي ، نزيل بلدة سامراء بالأمس وفي طهران اليوم : إنّي لمّا رأيت المؤرّخين قد ألّفوا في تواريخ البلدان ، نحو تاريخ مكّة المعظّمة ، والمدينة الطيّبة ، والنجف الأشرف ، والكوفة ، وبغداد ، والبصرة ، والشام ، وحلب ، وبيروت ، ومصر ، وخراسان ، ونيسابور ، وقم ، وأصفهان ، ويزد ، واليمن وغيرها ، ولم أظفر بمن دوّن تاريخ سامرّاء بصورة تفصيليّة مع أنّها كانت عاصمة ملك العبّاسيّين بالأمس ، ومحطّ رحال المسلمين اليوم ، لما فيها من مشهد الإمامين من أئمّة المسلمين ؛ الهادي والعسكري عليهماالسلام ، وبذلك تهوي إليها أفئدة المؤمنين ، ويأمونها من كلّ فجّ عميق ، أحببت أن أدوّن نزرا من تاريخ سامرّاء خدمة للعلم وأهله لأهميّة هذا الموضوع.
فشرعت فيه بعون الله تعالى مع قصر الباع ، وقلّة الاطّلاع ، بعد أن كنت أقدّم رجلا وأؤخّر أخرى خشية أن لا أو في الموضوع حقّه فأكون عرضة للانتقاد