قال في المراصد : بازبدى ـ بفتح الزاء المعجمة وسكون الباء الموحدّة مقصورة ـ كورة من ناحية جزيرة ابن عمر في غربي دجلة تقابل بافردى وهي كورة في شرقيّها ، وبازبدى قرية منها تقابل جزيرة ابن عمر ، وبالقرب منها جبل الجودي وقرية أبي الثمانين التي ابتناها نوح عليهالسلام حين خرج من السفينة. والجودي ـ بالياء المشدّدة ـ : جبل مطل على جزيرة ابن عمر في شرقيّ دجلة.
عمارة سامرّا ، في عصر هارون الرشيد
قال الحموي في المعجم : كان هارون الرشيد حفر نهرا عند سامرّاء سمّاه القاطول وأتى الجند ، وبنى عنده قصرا ، ثمّ بنى المعتصم أيضا هناك قصرا ووهبه لمولاه أشناس (١) فلمّا ضاقت بغداد من عساكره وأراد استحداث مدينة كان هذا الموضع على خاطره فجاءه وبنى عنده سرّ من رأى.
ذكر الدكتور أحمد سوسه في كتابه «ري سامرّاء» (٢) وقال : وكانت منطقة القاطول والقادسية من أحبّ المتنزّهات وساحات الصيد لدى خلفاء بني العبّاس فكانوا يقصدونها لقضاء أوقات طربهم وأمنهم فيها كما كانوا يقصدونها للقنص والصيد حيث كانت أطيار البرّ والماء موفورة في المنطقة نفسها.
وقد جاء في الأغاني ما يشير إلى أنّ المعتصم كان يقضي بعض أوقاته في منطقة القاطول وهذا بعض ما ذكره صاحب الكتاب في هذا الصدد قال : أخبرني عمّي قال : حدّثنا أبو عبد الله المرزباني قال : حدّثني إبراهيم بن دلف العجلي قال : كنّا مع المعتصم بالقاطول وكان إبراهيم بن المهدي في حراقة ـ أي سفينة ـ بالجانب الغربي
__________________
(١) أشناس من فراعنة الأتراك وكان مملوكا لنعيم بن حازم اشتراه المعتصم.
(٢) ري سامرّاء ١ : ٢٤٣.