ليت شعري كيف تصير النار سببا لأزالة اسم البساسيري؟ فهل يجوز أن نقول في وقوع الحريق الثاني الآتي ذكره في العمارة الثامنة أنّ الله جعل النار سببا لأزالة اسم المستنصر بالله حين احترق الضريحان اللذان أهداهما المستنصر إلى العسكريين عليهماالسلام وكذا احترقت الروضة النبويّة صلىاللهعليهوآله واحترقت الروضة العلويّة عليهالسلام في النجف والروضة الكاظميّة عليهالسلام وهذا كلام لا يليق لمثله ولعلّه من طغيان القلم ، والعصمة لمن عصمه الله تعالى.
نبذة من تاريخ البساسيري
جاء في الكنى والألقاب للعلّامة المحدّث القمّي : البساسيري أبو الحارث ارسلان ابن عبد الله التركي ، مقدّم الأتراك ببغداد ، الذي خطب له على منابر العراق وخوزستان فعظم أمره وهابته الملوك ، ثمّ خرج على القائم بأمر الله وأخرجه من بغداد وخطب للمستنصر العبيدي صاحب مصر بجامع المنصور وزيّد في الأذان «حيّ على خير العمل» فراح القائم بأمر الله إلى أمير العرب محي الدين العقيلي صاحب الحدثيّه فآواه وقام بجميع ما يحتاج إليه مدّة سنة كاملة حتّى جاء طغرل بك السلجوقي وقاتل البساسيري وقتله وعاد القائم إلى بغداد. وكان دخوله في مثل اليوم الذي خرج منها بعد حول كامل ، وكان ذلك في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ٤٥١.
والبساسري نسبة إلى بلدة بفارس يقال لها بساو بالعربيّة فسا والنسبة فسوي ، وأهل فارس يقولون بساسيري نسبة شاذّة على خلاف الأصل.
وقال أبو الفداء في حوادث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة من تاريخه : كان البساسيري مملوكا تركيّا من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة من بسا وهي مدينة بفارس ، كان اسمه أرسلان ، وكان سيّد هذا المملوك من بسا ، فقيل له البساسيري.