وقال (١) : وخطب البساسيري بجامع المنصور للمستنصر بالله العلوي خليفة مصر ، وأمر فأذّن بحيّ على خير العمل.
وفي تاريخ الفخري الطقطقي : إنّه وقع شرّ بين وزير القائم بأمر الله وهو عليّ بن الحسين بن أحمد بن محمّد بن عمر بن المسلمة رئيس الرؤساء وبين البساسيري أبي الحارث التركي ، وكان أحد الأمراء ، فاقتضى الحال أنّ البساسيري هرب ثمّ جمع الجموع وورد بغداد واستولى عليها ثمّ ظفر بابن المسلمة رئيس الرؤساء.
وقال أبو الفداء أيضا : قد حبس البساسيري رئيس الرؤساء فأحضره من الحبس ، فقال رئيس الرؤساء : العفو. فقال له البساسيري : فما عفوت وأنت صاحب طيلسان وفعلت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي وكانوا قد ألبسوا رئيس الرؤساء استهزاء به طرطورا من لبد أحمر وفي رقبته مخنقة جلود وطافوا به ، فلمّا مرّ رئيس الرؤساء بتلك الحالة على أهل الكرخ بصقوا في وجهه لأنّه كان يتعصّب عليهم.
وفي تاريخ الفخري : نثروا عليه أهل الكرخ المداسات الخلقة وبصقوا في وجهه ، ووقف بأزاء دار الخلافة من الجانب الغربي ثمّ أعيد وقد نصبت له خشبة في باب خراسان فأنزل عن الحمار وخيط عليه جلد ثور قد سلخ في الحال وجعلت قرونه على رأسه وعلّق بكلاب في حلقه واستبقي في الخشبة حيّا إلى أن مات من يومه.
وقال القاضي في مجالسه نقلا عن حبيب السير إنّه كان من أمراء ديلم وكان بينه وبين رئيس الرؤساء وزير القائم بأمر الله منافسة لأجل مخالفتهما في المذهب ، فخرج البساسيري من بغداد واستنصر من المستنصر العلوي فأمدّه بالرجال لعلمه بأنّه موافق له في مذهبه التشيّع ، فدخل بغداد مع جيشه في ثامن ذي القعدة
__________________
(١) تاريخ أبي الفداء : ١٨٦.