سنة ٤٥٠ وكان معه رايات بيض فاستقبله أهل الكرخ واستدعوا منه أن ينزل عندهم فأجابهم ونزل عندهم ، وكان أهل الكرخ كلّهم شيعة ، ثمّ أمر البساسيري بنهب دار الخلافة وسائر بيوت الكتّاب والخدم والقاضي ، وأمر المؤذّن في المساجد والجماعات بحيّ على خير العمل ، وضرب الدراهم باسم المستنصر العلوي ، وخطبوا باسمه ، وأظهر العدل والإحسان على أحبّائه ، وقتل خلقا كثيرا من المخالفين ، وأحضر الخليفة القائم بأمر الله وهو السادس والعشرون من الخلفاء العبّاسيّين مع وجوه الأمراء وأخذ منهم البيعة للمستنصر العلوي ، وألزم الخليفة حتّى كتب بخطّه : ليس لنا حقّ في الخلافة مع وجود بني فاطمة ، فلمّا فرغ من مهمّات أموره توجّه إلى زيارة أمير المؤمنين وأبي عبد الله الحسين عليهماالسلام ، وأمر بحفر نهر من الفرات إلى كربلاء ، وأمر بعمارة عالية على قبر الإمامين العسكريّين عليهماالسلام في سامرّاء.
قال أبو الفداء : قتل البساسيري في الثامن ذي الحجّة ، وانهزمت أصحابه ، وحمل رأسه إلى طغرل بك ، وأخذت أمواله مع نسائه وأولاده ، ثمّ أرسل طغرل بك رأس البساسيري إلى دار الخلافة فصلب قبالة الباب النوبي.
العمارة السادسة
للسلطان بركيارق بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ، كما أشار بذلك العلّامة السماوي في وشايح السرّاء (١) :
ثمّ أتاها الركن بركياروق |
|
ومطلع السعد من آل سلجوق |
فجدّد الأبواب في أغلى الخشب |
|
وسيّج الروض وجاد بالنشب |
__________________
(١) وشايح السرّاء : ٣٠.