ورمّم القبّة والرواقا |
|
والصحن والدار بما أطاقا |
ومدّ في الأعمار فيه طوله |
|
على يد الوزير مجد الدوله |
في الخمس والتسعين حيث أتبعا |
|
من هجرة الهادي المآت الأربعا |
إذ جاء بغداد ونال المكنه |
|
فأرّخوا (المجد أقام ركنه) (١) |
وكان بركيارق من أعاظم ملوك السلجوقيّة ، توفّي في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ، وكان عمره خمسا وعشرين سنة ، وملك اثنتي عشرة سنة وأربعة أشهر ـ على ما ذكره الجزري في الكامل.
وقال بركيارق : قاسى من الحروب واختلاف الأمور عليه ما لم يقاسه أحد ، واختلفت به الأحوال بين رخاء وشدّة وملك وزواله ، وأشرف على عدّة نوب بعد استلام النعمة على ذهاب المهجة ، ولمّا قوي أمره في هذا الوقت وأطاعه المخالفون وانقادوا له أدركته منيّته ولم يهزم في حروبه غير مرّة ، وكان أمراؤه قد طمعوا فيه للاختلاف الواقع حتّى أنّهم كانوا يطلبون نوّابه ليقتلوهم فلا يمكنه الدفع عنهم ، وكان متى خطب له ببغداد وقع الغلاء ووقفت المعايش والمكاسب ، وكان أهلها مع ذلك يحبّونه ويختارون سلطانه ، وكان حليما كريما صبورا عاقلا ، كثير المداراة ، حسن القدرة ، لا يبالغ في العقوبة ، وكان عفوه أكثر من عقوبته.
ولمّا توفّي أبوه السلطان ملكشاه ليلة الجمعة النصف من شوّال سنة ٤٨٥ سترت زوجته تركان خاتون المعروفة بخاتون الجلالة موته وكتمته وأرسلت إلى الأمراء سرّا فأرضتهم واستخلفتهم لولدها محمود وعمره أربع سنين وشهور ، وأرسلت تركان خاتون إلى أصبهان في القبض على بركيارق ابن السلطان وهو أكبر أولاد السلطان ملك شاه وخافته أن ينازع ولدها السلطنة ، فقبض عليه
__________________
(١) مطابقة لسنة ٤٩٥.