سقيا لدجلة والدنيا مفرّقة |
|
حتّى يعود اجتماع النجم بثيتا |
وبعدها لا أحبّ الشرب من نهر |
|
كأنّما أنا من أصحاب طالوتا |
ذمّ الوليد ولم أذمّم بلادكم |
|
إذ قال ما أنصفت بغداد حوشيتا |
وقال أبو القاسم عليّ بن محمّد التنوخي القاضي يصف دجلة وصفاءها :
أحسن بدجلة والدجى منصّب |
|
والبدر في أفق السماء مغرّب |
فكأنّها فيه بساط أزرق |
|
وكأنّها فيها طراز مذهّب |
أقول : ولا بأس أن نشير إلى شرح بعض ألفاظها وترجمة البلاد التي تمرّ عليها تكميلا للفائدة مستندين في نقلنا على المعجم والمراصد وقاموس اللغة وغيرها.
آمد
بكسر الميم لفظة روميّة وهي أعظم مدن ديار بكر وأجلّها قدرا وأشهرها ذكرا ، وهو بلد حصين قديم ركين مبنى بالحجارة السود ، ودجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال ، وفي وسطه عيون وآبار قريبة نحو الذراعين يتناول ماؤها باليد ، وفيها بساتين ونهر يحيط بها السور.
وذكر ابن الفقيه أنّ في بعض شعاب بلد آمد جبلا فيه صدع ، وفي ذلك الصدع سيف من أدخل يده في ذلك الصدع وقبض على قائم السيف بكلتا يديه اضطرب السيف في يده وأرعد هو ولو كان من أشدّ الناس ، وهذا السيف يجذب الحديد أكثر من جذب المقناطيس ، وكذا إذا حكّ به سيف أو سكّين جذبه ، والحجارة التي في ذلك الصدع لا تجذب الحديد ، ولو بقي السيف الذي يحكّ به مائة سنة ما نقصت القوّة من الجذب.
وفتحت آمد في سنة عشرين من الهجرة بيد عياض بن غنم ، انتهى.
وينسب إليها من أهل العلم جماعة منهم الفاضل الشهير والمحقّق الخبير ناصح