وكم راكب ظهر الظلام مفلّس |
|
إلى قهوة صفراء معدومة المثل |
إذا نفذ الخمّار دنّا بمنزل |
|
تبيّنت وجه السكر في ذلك النزل |
وكم من صريع لا يدير لسانه |
|
ومن ناطق بالجهل ليس بذي جهل |
ترى شرس الأخلاق من بعد شربها |
|
جديرا ببذل المال والخلق السهل |
جمعت بها شمل الخلاعة برهة |
|
وفرّقت ما لا غير مصغ إلى العذل |
لقد غنيت دهرا بقربى نفيسة |
|
فكيف تراها حين فارقها مثلي |
جحظة البرمكي النديم أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي دخل سامرّاء وأقام بها مدّة ثمّ رحل إلى واسط وتوفي فيها سنة ٣٢٤ وحمل إلى بغداد وكان فاضلا صاحب فنون ونجوم ونوادر ومنادمة ، حسن الأدب ، كثير الرواية والأخبار ، مقبول الألفاظ ، حاضر النادرة ، وأمّا صنعته في الغناء فلم يلحقه فيها أحد وله الأشعار الرائقة. ومن شعره قوله :
أنا ابن أناس موئل الناس جودهم |
|
فأضحوا حديثا للنوال المشهّر |
فلم يخل من أحسابهم لفظ مخبر |
|
ولم يخل من تقريظهم بطن دفتر |
وله أيضا :
قد نادت الدنيا على نفسها |
|
لو كان في العالم من يسمع |
كم واثق بالعمر وارينه |
|
وجامع بدّدت ما يجمع |
ومن شعره في رثاء ابن دريد :
فقدت يابن دريد كلّ فائدة |
|
لمّا غدا ثالث الأحجار والترب |
ما كنت أبكي لفقد الجور مجتهدا |
|
فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
وله مؤلّفات منها : الترنّم ، وديوان الشعر ، وكتاب الطبخ ، وكتاب الطنبوريون ، وكتاب فضائل السكباج ، وكتاب مجرّبات المنجّمين ، وكتاب المشاهدات.
وجحظة ـ بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة وفتح الظاء المعجمة ـ لقّبه بذلك