الشريف مير عبد اللطيف التستري في تحفة العالم المطبوع الفارسي (١) قال : كنت سنتين في بغداد وخرجت يوم الأربعاء عاشر شهر شوّال اثنتين ومأتين بعد الألف إلى الهند وفي تلك الأوقات كان الميرزا محمّد رفيع من قبل أحمد خان الدنبلي مشتغلا بعمارة سرّ من رأى.
وقال أيضا (٢) : أرسل احمد خان الدنبلي الذي هو من حكّام آذربيجان ، الميرزا محمّد رفيع بن الميرزا محمّد شفيع مستوفى الممالك الذي كان من أفاضل عصره وأركان زمانه إلى سرّ من رأى مع مصارف العمارة ، وكان ذلك في أيّام إقامتي بالكاظميّة ، فأمره بعمارة الروضة والسرداب والرواق والأيوان والصحن على ترتيب بناء النجف الأشرف ، فطلب من مهرة الأساتذة المهندسين والبنّائين من ايران وغيرها ، واستجاز من والي العراق فأجازه ، فأمر بحفر الأساس فلمّا حفروا أساس سور الصحن الشريف إذا بتابوتين مشدودين مؤرّخين بتاريخ أربعمائة وأربعين من الهجرة وهما من الخشب لم يبلهما طول الدهر والتراب حتّى الحبل المشدود بهما ، فعرفوا من بعض الأمارات والقرائن أنّهما من خلفاء بني العبّاس ، فأرادوا إخراجهما من ذلك المكان ودفنهما عند قبور الخلفاء فمنعهم القضاة وسائر أبناء العامّة عن ذلك وكثر الكلام والمشاجرة بين الفريقين واستعدّوا للقتال فمنعهم الميرزا محمّد رفيع وكتبوا إلى بغداد.
فأحضر الوالي القضاة والعلماء والحكّام ثمّ سألهم وقال : أخبروني عن روضة العسكريّين هل كانت مقبرة تدفن فيها الأموات أم كانت ملكا لهما؟ فقالوا بأجمعهم : إنّها كانت ملكا لهما ودار سكناهما. فقال الوالي : فإذا يجب إخراج من
__________________
(١) تحفة العالم : ١٤٢.
(٢) نفسه : ٨٨.