حبا لأهل العراق ، ولا جنوحا إليهم ، ولكن الحفيظة تذهب الغضب ، لقد رأيتك بالأمس خاطبت أخا ربيعة (يعني صعصعة بن صوحان) وهو أعظم جرما عندك من هذا ، وأنكأ لقلبك ، وأقدح في صفاتك ، وأجدّ في عداوتك وأشدّ انتصارا في حربك ، ثم أثبته وسرحته ، وأنت الآن مجمع على قتل هذا (زعمت) استصغارا لجماعتنا ، فإنا لا نمر ولا نحلى ، ولعمري لو وكلتك أبناء قحطان إلى قومك لكان جدّك العاثر ، وذكرك الدّاثر. وحدّك المفلول ، وعرشك المثلول ، فأربع على ظلعك ، واطونا على بلالبتنا ، ليسهل لك حزننا ، ويتطامن لك شاردنا ، فإنا لا نرأم بوقع الضيم ، ولا نتلمظ جرع الخسف. ولا نغمز بغماز الفتن ، ولا نذر على الغضب.
فقال معاوية : الغضب شيطان ، فاربع أيّها الإنسان فإنا لم نأت إلى صاحبك مكروها ، ولم نرتكب منه مغضبا ، ولم ننتهك منه محرّما ، فدونكه فإنّه لم يضق عنه حلمنا ويسع غيره.
فأخذ عفير بيد الوليد ، وخرج إلى منزله ، وقال له : والله لتؤبنّ بأكثر مما آب به معدي من معاوية ، وجمع من بدمشق من اليمانية ، وفرض على كل رجل دينارين في عطائه ، فبلغت أربعين ألفا فتعجلها من بيت المال ودفعها إلى الوليد ، وردّه إلى العراق.
تنقيح المقال ٣ / ٢٧٩. الدرجات الرفيعة / ٣٩٥. شرح ابن أبي الحديد ١٦ / ١٢٩ ، ١٣١. قاموس الرجال ٩ / ٢٥٣. معجم الثقات / ٣٥٣.
١١٨٥ ـ وليد بن سفيان ...
محدّث. روى عنه يحيى بن أبي عمرو الشيباني. وفي رواية : الوليد بن سفيان بن أبي مريم الغساني الشامي. ذكره ابن حبان في الثقات.
تقريب التهذيب ٢ / ٣٣٣. تهذيب التهذيب ١١ / ١٣٤. الجرح والتعديل ٩ / ٦. ميزان الاعتدال ٤ / ٣٣٨.
١١٨٦ ـ وليد بن عيينة الليثي الكوفي ...
محدّث. روى عنه حميد بن عبد الله الأصم. وذكره ابن حبان في