بينهما وعليّ أسنّ من الزبير ، رحم الله عليا ، فقال ابن الزبير : رحم الله الزبير ، وهناك أبو سعيد عقيل بن أبي طالب ، فقال : يا عبد الله وما يهيجك من أن يترحم الرجل على أبيه؟ قال : وأنا أيضا ترحمت على أبي ، قال : أتظنه ندا له وكفوا؟ قال : وما يعدل به عن ذلك كلاهما من قريش ، وكلاهما دعا إلى نفسه ، ولم يتم له. قال : دع ذاك عنك يا عبد الله ، إنّ عليا من قريش ومن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث تعلم ، ولما دعا إلى نفسه اتبع فيه وكان رأسا ، ودعا الزبير إلى أمر كان الرأس فيه امرأة ، ولما تراءت الفئتان نكص على عقبيه ، وولى مدبرا قبل أن يظهر الحق فيأخذه ، أو يدحض الباطل فيتركه ، فأدركه رجل لو قيس ببعض أعضائه لكان أصغر فضرب عنقه ، وأخذ سلبه وجاء برأسه ومضى عليّ (عليه السلام) قدما كعادته مع ابن عمه ، رحم الله عليّا.
فقال ابن الزبير : أما لو أنّ غيرك تكلم بهذا يا أبا سعيد لعلم ، فقال : إنّ الذي تعرّض به يرغب عنك ، وكفه معاوية فسكتوا.
وأخبرت عائشة ، بمقالتهم ، ومر أبو سعيد بفنائها فنادته عائشة ، يا أبا سعيد : أنت القائل لابن أختي كذا؟ فالتفت أبو سعيد فلم ير شيئا ، فقال : إنّ الشيطان يراك ولا تراه ... فضحكت عائشة ، وقالت : لله أبوك ما أذلق لسانك.
أعيان الشيعة ٢ / ٣٥٤. أنساب الأشراف ٣ / ٢٢٤. تنقيح المقال ٣ / ١٨. جمهرة أنساب العرب / ٦٩. شرح ابن أبي الحديد ١١ / ١٩. قاموس الرجال ١٠ / ٨٦. الكامل في التأريخ ١ / ٨٤.
١٢٩٧ ـ أبو سعيد عقيصان من بني تيم الله بن ثعلبة ...
صحب أمير المؤمنين (عليه السلام). وروى عنه الأعمش ، ومحمد بن جحادة ، ومطر وغيرهم. ويقال : إن اسمه دينار التيمي. وله أحاديث ، وحدّث أيضا عن الإمامين السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام).
وقد أسلفنا ترجمته في حرف الدال ، وجاءت ترجمته في المراجع في