١٠١٨ ـ المختار (أبو إسحاق) ابن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي المقتول في ٦٧ ه.
من زعماء الثائرين على بني أمية ، وأحد الشجعان والأبطال الأفذاذ. كان من أهل الطائف انتقل إلى المدينة مع أبيه في زمن عمر ، وتوجّه أبوه أبو عبيد إلى العراق فاستشهد يوم الجسر. وبقي المختار في المدينة منقطعا إلى بني هاشم وتزوج عبد الله بن عمر بن الخطاب أخته صفية بنت أبي عبيد. ثم جاء إلى العراق ، والتحق بأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وفي الطليعة من رجالات الدين والهدى والإخلاص ، وبعد شهادة الإمام عليّ (عليه السلام) سكن البصرة ، ولما قتل السبط الشهيد الحسين (عليه السلام) سنة ٦١ ه انحرف المختار عن عبيد الله بن زياد أمير البصرة ، فقبض عليه ابن زياد وجلده وحبسه ، ونفاه بشفاعة ابن عمر إلى الطائف. إلا أنّه كان يتربص الفرص للثورة ، وإقامة العدل باستيصال شأفة الأمويين ، واجتياح الظلم الأموي ، فبذل نفسه في رضاء الأئمة ونصرة العترة الطاهرة والأخذ بثأرهم مهما كلّفه الأمر.
فبايعه سرّا سبعة عشر ألف رجل ، فخرج بهم على والي الكوفة وغلب عليها ، واستولى على الموصل وعظم شأنه وتتبع قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وأرسل جيوشا واسعة إلى محاربة ابن زياد ، وقتل وأباد الكثيرين ممن كان لهم ضلع في تلك الجريمة ، ودامت إمارته إلى أن ثار بوجهه مصعب بن الزبير ، فقاتله وقتله عام ٦٧ ه. وقد كتبت عن سيرته مؤلفات عدة.
ولمواقفه الصادقة ، ونهضته الكريمة ، حاكت الأموية البغيضة حول شخصيته قذائف وطامات وافتراءات ، لا مقيل لها من مستوى الحقيقة والصدق ، ولذلك ترحّم عليه الأئمة الهداة سادتنا الإمام السجاد ، والباقر ، والصادق ، صلوات الله عليهم. وبالغ في الثناء عليه الإمام الباقر (عليه السلام) ، ولم يزل مشكورا عند أهل البيت هو وأعماله.
الأخبار الطوال / ٤٤١ ـ ف ـ. الاستيعاب ٥ / ١٢٤. أسد الغابة ٥ / ٢٤٨. الإصابة