(عليه السلام) يوم صفين. وركبت الجمل الأحمر ، ووقفت بين الصفّين وحرّضت على القتال ، وأسمعتهم خطبا بليغة. ولها محاورة لاذعة مع معاوية حين كتب إلى عامله في الكوفة ، أن أوفد إليّ الزرقاء ابنة عدي ، مع ثقة من محرمها ، وعدّة من فرسان قومها ، ومهد لها وطاء واسترها بستر حصيف.
أعلام النساء ٢ / ٣٢. أعيان الشيعة ٧ / ٦٠. بلاغات النساء / ٣٢. الدر المنثور / ٢٢١. العقد الفريد ١ / ٢٩٤ ، ٢٩٥.
١٣٩٠ ـ سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية ...
شاعرة من شواعر العرب ، ذات فصاحة وبيان وقدرة ، ومن نصيرات أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي كانت تحض الرجال على القتال. وفدت على معاوية بن أبي سفيان ، فاستأذنت عليه. فأذن لها ، فلما دخلت عليه سلّمت فقال لها : كيف أنت يا ابنة الأشتر؟ قالت : بخير يا أمير المؤمنين ، قال لها : أنت القائلة لأبيك :
شمّر لفعل أبيك يا ابن عمارة |
|
يوم الطعان وملتقى الأقران |
وانصر عليّا ، والحسين ، ورهطه |
|
واقصد لهند وابنها بهوان |
إنّ الإمام أخا الإمام محمد |
|
علم الهدى ، ومنارة الإيمان |
فقد الجيوش وسر أمام لوائه |
|
قدما بأبيض صارم وسنان |
قالت : إي والله ، ما مثلي من رغب عن الحق ، أو اعتذر بالكذب. قال لها : فما حملك على ذلك؟ قالت : حب عليّ ، واتباع الحق. قال : فو الله ما أرى عليك من أثر عليّ شيئا. قالت يا أمير المؤمنين : مات الرأس وبتر الذنب ، فدع عنك تذكار ما قد نسي ، وإعادة ما مضى. قال : هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى ، وما لقيت من قومك وأخيك. قالت : صدقت والله يا أمير المؤمنين ، ما كان أخي خفيّ المقام ، ذليل المكان ، ولكن كما قالت الخنساء :
وإنّ صخرا لتأتم الهداة به |
|
كأنّه علم في رأسه نار |