طالب غزوة صفين ، فلما نزلنا بكربلاء صلّى بنا صلاة فلما سلّم رفع إليه من تربتها فشمّها ، ثم قال : واها لك أيتها التربة ، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. فلما رجعت من الغزوة قلت إلى زوجتي جرداء وكانت شيعة لعليّ ، ألا أعجبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلا رفع إليه من تربتها فشمّها ، وقال : واها لك يا تربة ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب وما علمه بالغيب؟ فقالت : دعنا منك أيّها الرجل ، فإنّ أمير المؤمنين لم يقل إلّا حقا.
فلما بعث عبيد الله بن زياد ، البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليّ وأصحابه ، قال : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم فلما انتهيت إلى القوم ، وحسين وأصحابه ، عرفت المنزل الذي نزل بنا عليّ فيه ، والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري فأقبلت على فرسي ، حتّى وقفت على الحسين فسلمت عليه وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحسين : معنا أنت أو علينا؟ فقلت : يا ابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد. فقال الحسين : فول هربا حتّى لا ترى لنا مقتلا ، فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ، ولا يغيثنا إلا أدخله الله النار.
قال : فأقبلت في الأرض هاربا حتى خفي عليّ مقتله.
أعيان الشيعة ١٥ / ٢٤٠. وقعة صفين / ١٤٠.
١٢١٠ ـ هرم بن شتير بن عمرو بن جندب ...
مقاتل شهم ، حضر صفين مع عياش بن شريك بن حارثة ، الذي كان معه راية غطفان العراق بصفين ، وحين تقدّم عياش للقتال قال لأنصاره : فإن قتلت فرأسكم الأسود بن حبيب ، فإن قتل فرأسكم هرم بن شتير ، فإن قتل فرأسكم عبد الله بن ضرار.
شرح ابن أبي الحديد ٥ / ٢٠٧. وقعة صفين / ٢٦٠.