فقضى حوائجها وردها إلى بلدها.
أعلام النساء ١ / ١٣٧. أعيان الشيعة ١٤ / ٦٠ ط ٢. بلاغات النساء / ٣٤. الدر المنثور / ٩٩. شاعرات العرب / ٣٥.
١٣٨٢ ـ جرداء بنت سمير الكوفية ...
محدّثة موالية ، كانت مخلصة في محبتها لأمير المؤمنين (عليه السلام). وهي زوجة هرثمة بن سليم. قال : غزونا مع عليّ بن أبي طالب غزوة صفين ، فلما نزلنا بكربلاء صلّى بنا صلاة فلما سلم رقى إليه من تربتها فشمّها ، ثم قال : واها لك أيّتها التربة ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته جرداء ، وكانت من شيعة عليّ قال لها زوجها : ألا أعجبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمّها ، وقال : واها لك يا تربة ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، وما علّمه بالغيب؟ فقالت : دعنا منك أيّها الرجل ، فإنّ أمير المؤمنين لم يقل إلّا حقا.
قال هرثمة : فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليّ ، وأصحابه ، كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم فلما انتهيت إلى القوم ، وحسين وأصحابه ، عرفت المنزل الذي بنا عليّ فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري فأقبلت على فرسي حتّى وقفت على الحسين فسلّمت عليه ، وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل. فقال الحسين : معنا أنت أو علينا؟ فقلت : يا ابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد. فقال الحسين : فولّ هربا حتّى لا ترى لنا مقتلا فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا ، إلّا أدخله الله النار. فأقبلت في الأرض هاربا حتّى خفي عليّ مقتله ـ.
أعيان الشيعة ١٥ / ٢١٤. وقعة صفين / ١٤٠.