[قال أبو أحمد بن عدي الحافظ : سمعت منصورا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان : أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين.
وقال أيضا : أخبرني محمد بن سعد الباوردي قال : ذكرت لقاسم المطرز أبا عبد الرحمن النسائي ، فقال : هو إمام ، أو يستحق أن يكون إماما ، أو كما قال.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : أخبرنا أبو علي الحافظ حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة.
وقال أيضا : سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يذكر أربعة من أئمة المسلمين رآهم ، فيبدأ بأبي عبد الرحمن.
وقال في موضع آخر : سمعت أبا علي الحافظ يقول : رأيت من أئمة الحديث أربعة في وطني وأسفاري منهم ... وأبو عبد الرحمن النسائي بمصر.
وقال أيضا : سمعت جعفر بن محمد بن الحارث يقول : سمعت مأمون المصري الحافظ يقول : خرجنا مع أبي عبد الرحمن إلى طرسوس سنة الفداء ، فاجتمع جماعة من مشايخ الإسلام ، واجتمع من الحفاظ : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الآذان وكيلجة وغيرهم ، فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ ، فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي ، فكتبوا كلهم بانتخابه](١).
[قال الذهبي] :
[كان من بحور العلم مع الفهم والاتقان والبصر ونقد الرجال ، وحسن التأليف. جال في طلب العلم في خراسان ، والحجاز ومصر ، والعراق والجزيرة والشام ، والثغور ، ثم استوطن مصر ، ورحل الحفاظ إليه ، ولم يبق له نظير في هذا الشأن.
وكان شيخا مهيبا ، مليح الوجه ، ظاهر الدم ، حسن التشبيه.
قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله السعدي : حدثنا أحمد بن شعيب النسائي ، أخبرنا إسحاق بن راهويه حدثنا محمد بن أعين قال : قلت لابن المبارك : إن فلانا يقول : من زعم
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال ١ / ١٥٣ و١٥٤.