قال محمد بن مسلم بن واره (١) : أحمد بن صالح بمصر ، وأحمد بن حنبل ببغداد ، وابن نمير بالكوفة ، والنّفيلي بحران. هؤلاء أركان الدين.
قال أحمد بن شعيب النسائي (٢) : أحمد بن صالح مقرئ ليس بثقة ولا مأمون ، تركه محمد بن يحيى ، ورماه يحيى بن معين بالكذب وقال : أحمد بن صالح كذاب يتفلسف.
قال مسلمة بن القاسم الأندلسي (٣) : الناس مجمعون على ثقة أحمد بن صالح لعلمه وخيره وفضله. وإن أحمد بن حنبل وغيره كتبوا عنه ووثقوه ، وكان سبب تضعيف النسائي له أنّ أحمد بن صالح رحمهالله كان لا يحدث أحدا حتى يشهد عنده رجلان من المسلمين أنه من أهل الخير والعدالة ، فكان يحدثه ويبذل له علمه ، وكان يذهب في ذلك مذهب زائدة بن قدامة ، فأتى النسائي ليسمع منه ، فدخل بلا إذن ، ولم يأته برجلين يشهدان له بالعدالة. فلما رآه في مجلسه أنكره وأمر بإخراجه ، فضعّفه النسائي لهذا.
وقال الخطيب (٤) : [احتج سائر الأئمة بحديث أحمد بن صالح ، سوى أبي عبد الرحمن النسائي ، فإنه ترك الرواية عنه ، وكان يطلق فيه لسانه](٥) وليس الأمر على ما ذكر النسائي. وكان يقال : آفة أحمد بن صالح الكبر وشراسة الخلق. ونال النسائي منه جفاء في مجلسه ، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما.
قال بندار (٦) :
كتبت إلى أحمد بن صالح خمسين ألف حديث أي : إجازة ، وسألته أن يجيز لي أو يكتب إليّ بحديث مخرمة بن بكير فلم يكن عنده من المروءة ما يكتب بذلك إليّ.
قال الخطيب (٧) :
__________________
(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٦١ وتاريخ بغداد ٤ / ١٩٩ وسير الأعلام ١٠ / ١٣٥ (ط دار الفكر).
(٢) سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٣٦ (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ١ / ١٦٣.
(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٦٤ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٣٧ (ط دار الفكر).
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٣٧ (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ١ / ١٦٤.
(٥) الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد.
(٦) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠١ وسير الأعلام ١٠ / ١٣٨ (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ١ / ١٦٥.
(٧) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠١ وسير الأعلام ١٠ / ١٣٨ (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ١ / ١٦٥.