ترى أن هذا الذي قاله بندار في أحمد بن صالح في تركه مكاتبته مع مسألته إياه ذلك إنما حمله عليه سوء الخلق. ولقد بلغني أنه كان لا يحدث إلّا ذا لحية ، ولا يترك أمرد يحضر مجلسه. فلما حمل أبو داود السجستاني ابنه إليه ليسمع منه ـ وكان إذ ذاك أمرد ـ أنكر أحمد ابن صالح على أبي داود إحضاره ابنه المجلس ، فقال له أبو داود : هو وإن كان أمرد أحفظ من أصحاب اللحى فامتحنه بما أردت ، فسأله عن أشياء أجابه ابن أبي داود عن جميعها ، فحدثه حينئذ ، ولم يحدث أمرد غيره.
[قال أبو بكر الخطيب](١) :
[أحمد بن صالح المقرئ أبو جعفر ، طبري الأصل ، سمع عبد الله بن وهب وعنبسة بن خالد ، وعبد الله بن نافع ، واسماعيل بن أبي أويس ، وكان أحد حفاظ الأثر ، عالما بعلل الحديث ، بصيرا باختلافه ، وورد بغداد قديما وجالس بها الحفاظ ، وجرى بينه وبين أبي عبد الله بن حنبل مذاكرات ، وكان أبو عبد الله يذكره ويثني عليه ، وقيل إن كل واحد منهما كتب عن صاحبه في المذاكرة حديثا ، ثم رجع إلى مصر فأقام بها ، وانتشر عند أهلها علمه ، وحدث عنه الأئمة](٢).
[قال ابن العديم].
[أنبأنا تاج الأمناء أبو المفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال : أخبرنا أبو القاسم بن منده قال : أخبرنا أبو طاهر ابن سلمة قال : أخبرنا أبو الحسن الفأفاء.
ح قال الخلال : وأخبرنا ابن منده ، أخبرنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة قالا أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال :
أحمد بن صالح المصري أبو جعفر ، روى عن ابن عيينة ، وابن وهب ، وعبد الرزاق ، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك.
قال : وسمعت أبي يقول : كتبت عنه بمصر وبدمشق وأنطاكية. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن جنيد قال : سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول : حدثنا
__________________
(١) زيادة للإيضاح.
(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ١٩٥.