في قول الله عزوجل في قصة يوسف وخطابه لإخوته (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) [سورة يوسف ، الآية : ٩٠] قال : يتقي الله في جميع أموره ، ويصبر على العزوبة كما صبر يوسف عن زليخا وعزوبته في تلك السنين كلها.
[قال ابن العديم في بغية الطلب](١) :
[قرأت في جزء وقع إليّ بخط أبي القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين الأطرابلسي يتضمن تعاليق وأمالي عن أبي عبد الله بن خالويه ، وذكر أنه قرأه على ابن خالويه ونقله من خطه ، نسخة كتاب كتبه أبو عبد الله بن خالويه إلى أبي القاسم أحمد بن الحسين العقيقي الحسيني :
هنّأتني برا ملكت به |
|
شكري وشكرك واجب فرض |
لم يتبلل وجه ولا شفعت |
|
شفعاء لي في منّها حض |
ففداك منا عون لو ملكوا |
|
عدد البحار إذا لما بضوا |
سلام الله عليك وصلواته ومغفرته ورحمته وريحانه أيها السيد الكريم والشريف ذا الحكمة ، يا زينة الدنيا وبهجتها أطال الله بقاءك ووهب والدك ـ كذا) ابن خالويه وقاك وفداك ، لقد تقليت آباءك الطاهرين ، وتسنمت جدك وأسلافك المنتجبين وأشبهتهم خلقا وخلقا ومضيت على أساسهم ، وقفوت حميد أفعالهم ، فأصبحت فذ الدهر ، وقريع العصر ، وواحد السمحاء وسيد الأدباء براعة وفصاحة ، وكريم الكرماء سخاء وسماحة ، وتبعت جديك محمدا سيد المرسلين وعليّا سيد الوصيين صلوات الله على ذكراهما كلما ذرّ شارق وطرق أثناء الليل طارق ، ونزعت إليهما حذو القذّة والماء بالماء ، تهذيب خلق ومحض ضريبة ، ودماثة شمائل ، وكرم سجية ، أقول من قس إذا نطق وأفصح من سحبان وائل إذا خطب ، وأسخى من اللافظة كفّا ، وأجود من السحاب جودا ، وأبهى من فخت القمر ، وأسنى من الهالة ، فأنسأ الله أجلك ، وبلّغك أكلا يد المسند ، وسمير الليالي ما بل بحر صوفه ، ونعمت ظبية في تنوفه ، واستدار من رمل عالج كوفه ، وظهرت في أطفور ناشئ فوفه كتبت غرة الشهر إلى غرة الزمان عن سلامة تنم بسلامته ، ونعمة من الله جل وعز لا أقوم بشكرها ، وتوق إلى الشريف العقيقي لا أصفه.
__________________
(١) زيادة للإيضاح.