سنبيّنه ، وإنما استحقت الإعراب لأنها متضمنة للإضافة وهي مع هذا متمكنة مستعملة في موضع الرفع والنصب والجر فلتمكنها في الإخبار عنها وتضمنها للإضافة استحقت الإعراب ؛ لأن الإضافة تقوم مقام التنوين وما تلحقه على هذا السبيل الإضافة فلا بد من أن يكون معربا فلهذا خالفت (من وما والذي).
وأما الموضع الذي تبنى فيه (أي) فهو أن تجريها مجرى (الذي) وتصلها باسم مفرد كقولك : لأضربن أيّهم قائم ، وكان الأصل : لأضربن أيّهم هو قائم (١) ، فيكون هو المبتدأ وقائم الخبر والجملة صلة ، (أي) ، كما تكون صلة (٢) (الذي) وحذف (هو) ، وهو قبيح وإنما قبح لأنه يجوز أن يقع موقعه أخوه وأبوه وما أشبه ذلك فيقع لبس في الكلام ، ومع هذا فإن المبتدأ لا بد له منه ، وإنما يجب الحذف للفضلات لما لا بد منه ، إلا أن العرب قلّ ما تستعمل حذف المبتدأ مع الذي ، وقد استعملوا حذفه مع أي (٣). /
قال سيبويه لما جاءت (أي) في هذا الموضع الذي ذكرناه مخالفة لما تجيء عليه أخواتها بنيت على الضم لمخالفتها أخواتها أعني (الذي ومن وما).
وقال الخليل رحمهالله هي معربة في هذا الموضع وإنما رفعت على المعنى للحكاية ، والتقدير عنده : لأضربن الذي يقال له أيهم قائم.
وقال يونس : الفعل ملغى وشبهه بأفعال القلوب التي يجوز إلغاؤها (٤) وقول يونس ضعيف جدا لأن ضربت فعل مؤثر ومحال أن يلغى ماله تأثير ، وقول الخليل
__________________
(١) يريد أن (أيّ) تبنى إذا كانت اسما موصولا وحذف صدر صلتها.
(٢) في الأصل : علّة وقد أثبت المناسب.
(٣) جاء في الأصول : " وإنما حذف المبتدأ من صلة (أي) مضافة لكثرة استعمالهم إياها ..." ٢ / ٣٢٤.
(٤) قال سيبويه : " وزعم الخليل أن أيّهم إنما وقع في اضرب أيّهم أفضل على أنه حكاية ، كأنه قال : اضرب الذي يقال له أيّهم أفضل ، ... وأما يونس فيزعم أنه بمنزلة قولك : أشهد إنك لرسول الله ... وأرى قولهم اضرب أيّهم أفضل على أنهم جعلوا هذه الضمة بمنزلة الفتحة في خمسة عشر ، و (بمنزلة) الفتحة في الآن (حين قالوا من الآن ـ