الحروف ، والحروف لا يجوز الإضمار فيها لأنها جوامد لا تتصرف ، وإنما جاز الإضمار في الأفعال لأن في أوائلها حروفا تدل على الضمير ، وحمل ما لا دلالة فيه على ما فيه الدلالة لاشتراكها في الفعلية فهذا الذي يجوز في الأفعال دون الحروف والأسماء (١).
فإن قال قائل : أليست قد شبهت بالفعل وهي حرف ومع هذا فقد رفعت الاسم ونصبت الخبر فلم يجب من حيث رفعت أن تضمر (٢) فيها مرفوعا فهلا عملت (إن) الرفع فيما يليها (٣).
قيل لم يكن على كونها حرفا دلالة إذ كان لفظها لفظ الفعل وعملها عمله ، وترك التصرف في الشيء لا يدل [على](٤) أنه حرف ، لأن من الأفعال ما لا تتصرف نحو : نعم وبئس ، فلو رفعت (إن) الاسم لم يعلم أنها حرف فجعل عملها فيما بعدها مخالفا لعمل الفعل ليدل بذلك على أنها حرف لو لا ما ذكرناه لكان حقها أن ترفع الاسم وتنصب الخبر لتجري مجرى الفعل الذي شبهت به.
وأما (ما) فلم تشبه الفعل من جهة اللفظ وإنما أشبهته من جهة المعنى فأعطيت عمله لأن اللبس يرتفع.
فأما ما ذكرناه في (إن) من الإضمار فليس يعرض في (٥) ما [لأن الضمير إذا اتصل به لا يوجب لبسا في اللفظ كما يوجبه في أن ، وإنما لم يلزم في (٦) ما](٧)
__________________
(١) لم يذكر المؤلف الوجه الثاني.
(٢) في الأصل : يضمر.
(٣) في الأصل : فيها.
(٤) زيادة ليست في الأصل.
(٥) في الأصل : فيما ، وهو هنا يتحدث عن الأداة (ما).
(٦) في الأصل : فيما.
(٧) كتبت على الهامش في الأصل.