وأما الناسخ فهو كما جاء في آخر النسخة ، بلقاسم بن أحمد بن سليمان ، وقد نسخها سنة (٩٠٨ ه) وذكر ما يدل على تمامها بقوله : (تمّ الكتاب بحمد الله وحسن عونه والصلاة على سيدنا ومولانا محمد خير النبين وسيد المرسلين ، وكان الفراغ منه يوم الثلاثاء من شهر رمضان المبارك جعلنا الله في بركته سنة ثمان وتسع مئة ، كتبه العبد الفقير الراجي رحمة مولاه الغني بفضله عما سواه : بلقاسم ابن أحمد بن سليمان ، كتبه لنفسه غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ونسأل الله أن يجعلنا من أهل العلم والعاملين به نحن وجميع المسلمين آمين ...).
وفي الصفحة الأولى من النسخة المخطوطة كلام لم أتبين كل ألفاظه لكثرة ما فيه من شطب وتعديل (١) ولكن فيه أن النسخة وقف في جامع الزيتونة ، وأن مالكها هو الوزير الأكبر خير الدين ، وهو من قام بجعل النسخة وقفا في جامع الزيتونة وسأذكر هنا بعض الجمل التي استطعت أن أقرأها ، يقول بعد الثناء على صدر الوزارة ... (... دخل في نوبة الفقير إلى ربه ابن ... أمير الأمراء جناب الوزير الأكبر سيدي خير الدين حمد الله تعالى مساعيه ووفر في سبل الخيرات دواعيه أنه حين جمع هذا الكتاب المسمى (بالوراق في تعليل النحو) على من له أهلية الانتفاع به بشرط ألا يخرجه من مكتبة الجامع الأعظم جامع الزيتونه عمره الله تعالى بدوام ذكره شارطا في حبسه هذا أن يجري فيه ... على مقتضى الترتيب الممضى من الحضرة العلية الملكية أيدها الله تعالى في إدارة المكتبة المذكورة المؤرخ ... سنة (١٢٩٢ ه) ... بحيث يكون العمل بهذا التحبيس على منواله وأن لا يعدل به عن يمينه إلى شماله قاصدا بذلك دوام النفع للعباد وأن ينادى باسمه في المحسنين يوم التناد ويشهر.
__________________
(١) انظر صورة الأصل في أول الكتاب.