انتقل إلى نوبة الهمام الأفخم جناب سيدي خير الدين أمير الأمراء بالشراء الصحيح وكتب في شوال سنة (١٢٨٥ ه) وهو على أكمل حال ... ومثله لا يحوم الجدل حول ... في رجب سنة اثنتين وتسعين ومئتين وألف) (١).
هذا ولم أذكر الكثير من الكلمات التي وجدت بين السطور ، فاقتصرت على ما استطعت قراءته بحيث يكون جملا منتظمة.
وقد كتب الناسخ كثيرا من الألفاظ بطريقة الرسم التي كانت شائعة في عصره من مثل : عدم إثبات الهمزة نحو (اليا مسالة) أو كتابتها على غير قواعدنا نحو (فجاءوا) ، ومثل قلب الألف المقصورة إلى ألف ممدودة نحو (ترا) ، ومثل إضافة ألف في آخر بعض الكلمات نحو (يسموا يخلوا) ، وكتابة كلمة (لكنها) على هذا النحو (لاكنها) ، بل ربما خرج عن بعض قواعد النحو ، فنجد أخطاء في الشكل وعدم مراعاة العوامل الجازمة والناصبة كقوله مثلا (لم يحتاجون) و (خواصا) ... إلى غير ذلك من الأغلاط النحوية التي أشرت إليها في حاشية التحقيق ، كما أنه أسقط بعض حروف الجر من جمل يحتاج إليها السياق وذلك نحو قوله : " وإنما وجب زيادة هذين الحرفين لما ذكرناه [من] أن حروف المد أولى بالزيادة ..." (٢) وقوله : " كما جعلوها عوضا من إحدى ياءي النسب [في] يمان ..." (٣) ، ومن ذلك أيضا استخدامه الفعل (يدل) في بعض الأحيان دون أن يعديه بحرف الجر (على).
وقد كتب في رأس بعض الصفحات (عوفك يا كريم) أي عفوك يا كريم.
__________________
(١) صفحة التملكات في الورقة الأولى من المخطوط ، ولعله يعني بالوزير خير الدين : خير الدين باشا التونسي : وزير ومؤرخ من رجال الإصلاح الإسلامي ... تقلد مناصب عالية في تونس آخرها الوزارة ، ثم أبعد عنها فخرج إلى الأستانة وتقرب من السلطان عبد الحميد فولّاه الصدارة العظمى ، توفي سنة ١٣٠٨ ه. الأعلام ٢ / ٣٢٧.
(٢) صفحة ٥١.
(٣) صفحة ٣٦٢.