مع القصد وهما لفظ ممكن إسقاطه من الكلمة ، فلما نابت (يا) مع القصد عنهما لم يحتج إليها والدليل / على أن تعريف الألف واللام من جنس تعريف (يا) مع القصد لأنك لو قلت في ضرورة الشعر : يا الرجل ، لكان كمعنى يا رجلا ، لأن الألف واللام تبطل مع العهد ويصير تعريفها للجنس فقط ، والدليل على أن العهد ساقط أعني مع العهد أنه يجوز للشاعر أن يقول : يا الرجل (١) من غير تقدمه (٢) ذكر فإذا كانت يا تنوب عنها لم يحتج إليها فهذا هو الأصل وإن اضطر شاعر فأدخل يا على الألف واللام جاز كما قال (٣) :
فيا الغلامان (٤) اللذان فرا |
|
إياكما أن تكسبانا شرا |
فوجد ذلك أنه أراد : يا أيها (٥) الغلامان ، فحذف (المنادى) (٦) وهو (أي) وأقام الصفة مقامه ، واما اختصاص (يا) باسم الله تعالى فجواز دخول يا عليها فلاجتماع أشياء فيه ليست موجودة في غيره أحدها : كثرة الاستعمال ، ومنها أنه جرى مجرى الأسماء الأعلام ، ومنها أن الألف واللام لا يفارقانه ، ومنها أن الأصل فيه إله (٧) ، فلما أدخلت فيه الألف واللام أسقطت همزة إله فأدغمت لام التعريف في اللام التي بعدها فصارت الألف واللام عوضا من الهمزة الساقطة
__________________
(١) في الأصل : يا لرجل.
(٢) في الأصل : تقديمة.
(٣) لم يعرف قائله ، وهو في المقتضب ٤ / ٢٣٤ وكان المبرد يرى إنشاده على هذا الوجه غير جائز ، ويرى صوابه : فيا غلامان اللذان ... ، وهو أيضا في اللامات ٥٣ ، وفي أسرار العربية ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، وفي الإنصاف ١ / ٣٣٦ ، وشرح المفصل ٢ / ٩ ، والمساعد على تسهيل الفوائد ٢ / ٥٠٣ ، وشرح الكافية لابن جماعة ١٢١ ، وفي شرح ابن عقيل ٣ / ٢٤١ ، والعيني ٤ / ٢١٥ ، والهمع ٣ / ٣٧ ، والخزانة ٢ / ٢٩٤.
وهناك خلاف حول بحر هذا البيت فمنهم من قال إنه من السريع ومنهم من جعله بيتين من الرجز.
(٤) في الأصل : فيالغلامان.
(٥) في الأصل : يأيها ، وقد كتبت على طريقة القدماء بحذف الألف.
(٦) كتبت في الأصل على الهامش.
(٧) في الأصل : إلاه.