جمعت زدت (١) نونا مشددة فقلت : هنّ وأنتنّ ، وإنما شددت النون لأنك زدت للمذكر حرفين وهما الميم والواو (٢) ، فجعلت النون مشددة لتكون بمنزلة ما زدت للمذكر ولم تثقل كثقل الواو فتخفف ولو خففت أيضا لزالت المشاركة التي قصدت بتشديد النون (٣).
فأما المتكلم إذا انضم إليه غيره واحدا كان أو جمعا مؤنثا كان أو جمعا مذكرا ، فلفظه نحن ، وإنما لم يثن على لفظه لأن شرط التثنية إذا اتصلت أن تكون على لفظ الواحد والمتكلم لا يقترن إليه متكلم وإنما يقترن إليه غائب أو مخاطب ألا ترى أنك إذا قلت : نحن فعلنا ، وفعلت ذلك ، كان تقديره : أنا وزيد وأنت فعلنا ذلك ، ولم يكن تقديره : أنا وأنا ، فإذا كان المنضم إليه من غير جنس المتكلم لم يجز أن يثنى على لفظه وإذا (٤) كان الأمر على ما ذكرنا وجب أن يبطل لفظ الواحد ويستأنف للتثنية اسما لأن التثنية أول الجموع لأن معنى الجمع ضم شيء إلى شيء فلما فات لفظ التثنية المحققة وجب أن يستأنف لفظ يدل على الاثنين فما فوقه ، فلذلك قالوا نحن.
فإن قال قائل : فلم جعل ضمير المرفوع الغائب المنفصل مستترا وظهرت علامة المتكلم والمخاطب نحو : قمت؟
فالجواب في ذلك أن الغائب لما كان لا يذكر إلا بعد تقدمة ذكر صار ذكره قبل الفعل كعلامة فأغنى عن ذكر علامة أخرى في الفعل ، وأما المخاطب والمتكلم فليس / يتقدم لهما ذكر ، فلو استترت علامتهما لم يكن عليهما دليل فلذلك ظهرت علامة الغائب في التثنية والجمع نحو قولك : الزيدان قاما ، والزيدون قاموا.
__________________
(١) في الأصل : زد.
(٢) في الأصل : والنون.
(٣) في الأصل : التي قصدت تشديد الهاء.
(٤) في الأصل : وإنما.