يحذف منه لأن ما كان على خمسة أحرف أصول فلا بد من حذف الآخر منه في الجمع كقولك : سفرجل وسفارج ، وفرزدق وفرازد ، وإنما حذف آخره لطوله وكان الآخر أولى لأنه المثقل للكلمة فلهذا كان أولى بالحذف ، فلما حذف حرف عوض ياء قبل آخره فقيل : سفاريح ، وفرازيد ، وإنما كانت الياء أولى بالزيادة لأن ما بعد ألف الجمع مكسور فصارت زيادة الياء كإشباع الكسرة ومع ذلك فإن الياء أمكن حروف المد لأن الياء من وسط اللسان فلما جاز أن تزاد هذه الياء قبل آخر الجمع على طريق العوض كان بقاؤها إذ كانت ثابتة في الواحد أولى وإن كان الاسم على خمسة أحرف وفيه زائدتان متساويتان كنت مخيرا في حذف أيهما شئت كقولك : حبنطى وهو ملحق بسفرجل بزيادة النون والألف في آخره : وحباط وحبانيط ، إذا عوضت وإذا حذفت النون قلت : حباط ، وحباطى ، في النصب ، فإن فيه زائدة واحدة حذفتها كقولك : في جحنفل (١) : جحافل ، وجحافيل ، إذا عوضت لأن الزيادة أضعف من الأصلي ، فإن كانت فيه زائدتان كلاهما لمعنى واحد وأحدهما أقرب إلى الطرف حذفت القريبة من الطرف كقولك في مغتسل : مغاسل ومن منطلق مطالق ، لأن التاء والنون أقرب إلى الطرف ، وأما قلنسوة ففيها زائدتان النون والواو وليستا للإفادة (٢) / ولا لمعنى بل كثرت الكلمة بها فأنت مخير في حذف أيهما شئت فإن حذفت الواو قلت : قلانس ، وقلانيس إذا عوضت وإن حذفت النون قلت : قلاس ، وقلاسيّ ، إذا عوضت وإنما شددت الياء إذا عوضت لاجتماع ياء العوض مع الياء المنقلبة من واو قلنسوة فاعلمه.
واعلم أن ما كان على فعل وثانيه ياء أو واو فأدنى العدد فيه (أفعال) نحو : حوض وأحواض ، وثوب وأثواب ، فإن أردت الكثير منه جاء على (فعال)
__________________
(١) الحجنفل : الغليظ الشّفة. القاموس (جحفل).
(٢) في الأصل كلمة مطموسة. وقد أثبت المناسب.