أجودها : ضم الثاني كقولك : ظلمة وظلمات.
ويجوز أن تقلب الضمة فتحة استثقالا لتوالي الضمتين ولأن الغرض بتحرك الثاني هو الفصل بين النعت والاسم وإذا حرك بالفتح فقد وجب الفصل بين فعلة إذا كان اسما وبين فعله إذا كان نعتا وناب الفتح ها هنا عن الضم المستثقل وإنما اخترنا الضم ليكون تابعا لحركة الأول ، ويجوز الإسكان على الأصل ؛ لأن هذا الفصل ليس بواجب في كل اسم ، وإذا كان ذلك كذلك جاز ألا يحرك وأما المكسور الأول فحكمه كحكم المضموم الأول في جواز كسر الثاني وفتحه وإسكانه كقولك في كسرة : كسرات وكسرات ، وكسرات ، بإسكان الثاني على ما فسرناه.
وأما جمع التكسير في المفتوح الأول فيجيء على (فعال) كقولهم : جفنة وجفان ، وصحفة وصحاف ، وأما ما كان مضموم الأول مسكن الثاني فيجمع على فعل جمع التكسير كقولهم ظلمة وظلم ، وغرفة وغرف ، وإنما جمع من فعل لأن ما كان من المخلوقات يجعل بين جمعه وواحده الهاء كقولك : برّة وبر ، فلما كان حكم المخلوقات أن يبقى لفظ الواحد في الجمع وتسقط الهاء جعلوا ما ليس مخلوقا محرك الأوسط ليكون بينه وبين المخلوقات فصل فتقع بالحركة زيادة على لفظ الجمع وكذلك حكم المكسور أوله يكسر على فعل نحو : كسرة وكسر (١) / وسدرة وسدر (٢) والعلّة واحدة.
__________________
(١) يعني ما قصدوا إليه من تفريق بين الأسماء والصفات عند الجمع ، انظر سيبويه ٢ / ١٨٨ وما بعدها (بولاق) وقد فصل ذلك العكبري مبينا ما قصدوا إليه من التفريق بين جمع الأسماء وجمع الصفات فقال : " وإنما حرّكت العين من فعلة إذا كانت اسما في الجمع نحو : جفنة وجفنات ، ولم تحرك في الصفة نحو : صعبات ، ليفرق بين الاسم والصفة ، وكان إبقاء الصفة على السكون أولى ، لأن الصفة أثقل من الاسم لاحتياجها إلى الموصوف وإلى الفاعل المضمر والمظهر ، ولكونها مشتقة من الفعل الذي هو ثقيل.
فإن كانت العين واوا أو ياء لم تحرّكا لئلا تنقلب ألفين". انظر اللباب ٢ / ١٨٧ ـ ١٨٨ ، وانظر ابن يعيش ٥ / ٣٠.
(٢) السّدر : شجر النبق ، الواحدة : بهاء ، ج : سدرات ، وسدرات ، وسدرات ، وسدر ، وسدر ... وسدرة المنتهى في السماء السابعة. القاموس (سدر).