فإن كان الاسم على أكثر من ثلاثة أحرف حذفت الياء في النسب كقولك [في النسبة](١) إلى قاض : قاضيّ وإلى ناحية : ناحيّ ، وإنما وجب حذفها لأن النسبة توجب كسر ما قبلها ولا يدخلها الكسر فيجب إذن إسكانها بدخول ياء النسب عليها ، فيلتقي ساكنان الياء المسكنة والياء المدغمة فتحذف لالتقاء الساكنين ، ومن قال في تغلب : تغلبي ، بفتح اللام استثقالا للكسرة مع الياء أجاز أيضا أن يفتح الضاد من قاض فإذا فتحها انقلبت ألفا أعني ياء قاض ثم انقلبت واوا فقال : قاضوي ، كما قالوا : عموي ، وإنما ساغت التغييرات في باب النسبة ، وكثر ذلك لأن المراد بياء / النسبة أن تعلم بأن المنسوب له به تعلق بالمنسوب إليه فلو فهم ذلك ببعض الكلمة جاز أن يقتصر عليه فلذلك ساغ التغيير فيه.
واعلم أن الأصل في النسب أن يقال : فلان من بني فلان أو من مدينة كذا ، ولكنهم اختصروا ذلك واجتزؤوا (٢) بالياء من هذا التطويل كما اجتزؤوا بياء التصغير من النعت حقيرا أو صغيرا.
واعلم أن ما كان آخره ألفا وهو على ثلاثة أحرف فإنه يجب قلب ألفه واوا من ياء كانت منقلبة أو من واو كقولك في قفا : قفويّ ، وفي رحا : رحويّ ، وإنما وجب قلب هذه الألفات إلى الواو لأن الألف تقرب من الياء والإمالة تدخلها فتصير إلى الياء فلو أقروا الألف على حالها لصار كاجتماع ثلاث ياءات وهم يجدون مندوحة تأويلا لخروجهم عن هذا الثقل وذلك أن الألف ساكنة والياء الأولى ساكنة والجمع بين ساكنين في كلامهم غير مستعمل إلا أن يكون الأول حرف مد والثاني مشدد فلما عوض بياء النسبة ما ذكرنا أجروا الألف مع ياء
__________________
(١) زيادة ليست في الأصل.
(٢) في الأصل : اجتزوا.